- لقد حدثوني انك تأتي بالمعجزات، فسعيت إليك أطلب معجزة!. . .
فتأمل الشيخ وجه فتاه طويلاً، يحاول أن يستكنه ما خلف تلك الصفحة المتربة التعبة من خفية نفسه، وقال:
- معجزة؟. . . لست كاهناً يا بني!
- أنت أعظم من كاهن. . .
- أفصح عن غرضك!
- إن قوة تعاويذك وعقاقيرك يا أبت مستمدة من روح الآلهة. . .
- أنا حكيم زاهد، قد أنجح في مداواة النفوس وتطيب الأجسام. . .
وحدق الفتى في الشيخ بعيون جاحظة، ثم هبط أمامه، وقال وقد تشبث بثوبه:
- وحق إيزيس لتنتزعن نفسي من بين جوانجي، ولتلقين بها بعيداً عن جسدي!
- هدئ من روعك. . .
- إني أمقت هذه النفس الخاملة الميتة. . . لتخلقني خلقاً جديداً، ولتجعلن مني رجلاً ذا بأس واقتدار!
وجعل الشيخ يلاطف رأس الفتى، ثم أنهضه في وداعة، وأجلسه بجواره. وبعد حين، قال له في هدوء ورزانة:
ارو لي قصتك يا بني. . . إني مصغ إليك في انتباه!
ودعم الفتى وجهه براحتيه، وراح يرسل الطرف أمامه في ذلك الفضاء العظيم، حيث يبسط الغسق على الكون غلالته السوداء. وأنصت برهة إلى ما يحيط به من صمت شامل. ثم تكلم فإذا به يقول:
أنا راموسي. . . ولكن ماذا يهمك من أسمي؟ أن راموسي نكرة لا يحس وجوده أحد