يسعدني أن أكون أول من يقدم طاعته لصحب التاجين، وريث ملك الفراعنة العظيم!
فأمسك الأمير بيدها، وقال:
هذا الملك العظيم، وهذا النصر الباهر، وهذه الأموال التي لا يستطيع أن يحصيها أحد. كل ما كسبته وما سأكبه، أضعه تحت قدميك أنت يا أميرتي، ويا مولاتي!. . . أقدم لك كل هذا مقابل شيء واحد منك. . .
فأسبلت الأميرة جفنيها، وتابع الأمير حديثه في لهجة مشبوبة:
كلمة منك يا أشمس تجعل هذا الوادي الفسيح بسكانه وكنوزه، هذا الملك الضخم طوع يديك. . . قولي كلمة الرضا، ثم مري، فلن يعصي لك أحد أمراً. . .
ونهضت الأميرة، وهي تقولي في صوت حبيس:
ألا نذهب إلى الشرفة فنلقي نظرة على البستان؟
فأجابها الأمير، وهو حائر:
كما تريدين!
وذهبا إلى الشرفة، وأطالت الأميرة النظر إلى الحديقة، وهي تصعد بصرها في أشجارها وأزاهيرها. ثم قالت:
أيسمح لي الأمير أن أقص عليه قصة صغيرة؟
فأجابها، وهو يزداد عجبا:
إني مصغ إليك يا أميرة!
- كان في الزمان الغابر فتاة من الأثرياء، من أسرة رفيعة النسب؛ تحيا ناعمة البال في قصرها ذي البستان الكبير حياة ترف ورغد، ولم يكن لها مطمع تصبو إليه إلا العثور على أليف تنعم معه بحب ووفاء، شأنها في ذلك شأن كل فتاة. وحج إلى قصرها أعلى الأمراء شأناً، وأكثرهم جمالاً وثراء يطلبونها للزواج فردتهم بلا أمل. . .
- ولم ذلك!
- لأنها كانت مخدوعة بنفسها، مغرورة بجمالها، فلم يرقها واحد من هؤلاء الأمراء!
- ومن كانت تنتظر أن يتقدم لها بعد هؤلاء، وهم صفوة البلد. . .؟!
وتريثت الأميرة في إجابتها، وهي تسرح طرفها في الأفق حيث الظلام مقبل في وحشته