وفضلاً عن هذا فإن جزائر آلند محصنة بحجب كثيفة من الضباب الذي يلفها طول العام فيصعب معه مهاجمتها، فإذا استولت امة على هذه الجزر أصبح لها السيادة على شبه الجزيرة (اسكاندينافيا) وأقاليم بحر البلطيق. ومن اليسير أن تصبح الزاوية المؤلفة من روسيا الغربية واسكاندينافيا وشمال ألمانيا تحت سيطرة هذه الجزر القائمة وسطها، فتحل الدمار بتجارتها في بضعة أيام.
ومن هنا يسهل علينا أن نقدر القيمة التي لجزائر آلند في نظر السوفيت. ونعرف أن كل محاولات روسيا للاستيلاء على موانئ حرة على دول البلطيق وليتوانيا واستونيا لا قيمة لها بغير هذه الجزر
هل ينبغي لنا أن نكره الرذيلة
(ملخصة عن (ذي إيريان بات) بومباي)
كانت دهشتي عظيمة لحملة النقد الشديد التي ثارت منذ بضع سنين، حول تصريح سبر أوليفر لدج الذي قال فيه (إن الرجل الممتاز لا يهتم كثيراً بآثامه، في هذه الأيام)
فقد أثار هذا القول غضب رجال الكنائس على اختلاف مذاهبهم، وجعل الوعاظ يبذلون غاية جهدهم لتفنيده، وإقناع الناس بأن أول واجب على المسيحي هو أن يكره الرذيلة. وهذا مذهب طالما رددته الأوساط الدينية في السنين الغابرة، وهو راجع إلى ضعف طبعي في الإنسان. فقد كان الرجل المتدين يعتقد أن كراهية الرذيلة أسهل كثيراً عليه من حب الفضيلة. ولهذا المبدأ وجوه تختلف باختلاف الطوائف، وكان بعض رجال الدين يعتقدون انهم لا يستطيعون أن يعيشوا في مأمن من الرذيلة التي يكرهونها كل الكره، ويشفقون من الوقوع فيها، إلا بالعزلة والانفصال التام عن العالم.
والطبقة التي يعنيها سير أوليفر لودج بعبارته السابقة لها آراء خاصة في كراهة الرذيلة، فيقول بعضهم: إن الوصية التي تقول أحب جارك كما تحب نفسك. وهي إحدى الوصايا العشر المقدسة لا يمكن التوفيق بينها وبين كراهية الرذيلة. بل أن كره الرذيلة يجعل هذه الوصية في حكم المستحيلات. إذ أن الشعور بالعمل السيئ يسوقنا إلى كراهية فاعله الذي