جهلاء. . . وإما إلى عصر سمو حقيقي للإنسانية. فعلى الذين وهبوا أنفسهم للحق الذي عرفوه أن يأخذوا مكانهم في الصف الذي اختاروه: صف الطبيعة ورب الطبيعة في هذه المواقع الفاصلة بين قوى الخير وقوى الشر
إن قلب الإنسان يفعل الأعاجيب إذا ما اتصل بالخير. . .
إن المرصد الذي يرصد إرادة القدر ووجهاته حين يريد رب القدر أن يفرق أمراً حكيماً أو يبرمه
إنه مذياع أرضي يذيع النداء العلوي المتجدد. . .
ونريد من الذين لا يعترفون بالديانات ولا يؤمنون بالغيب ولكنهم مألومون من حالة الشر التي في الأرض الآن، أن يقفوا في صف محمد على إنه بطل يمثل آراءهم أصدق تمثيل وأقواه
وإن في مبادئه عناصر بشرية خالصة مستمدة من طبيعة الأرض لا من روح السماء
فليعيشوا بمبادئه هذه فقط، وليتركوا مبادئه السماوية للذين في قلوبهم نوافذ ترى ما لا تراه القلوب الضعيفة
ولعل النصر الذي يلاقونه من السير وراء محمد يرشدهم إلى أن فيه جانبا آخر، فيحملهم ذلك على الإيمان بمصادر وحيه جميعها
وأؤكد أن ما فيه من السمو المتفرد سيحمل كل منصف على أن يرى تفرد قلبه وعقله بصفات لم يتصف بها أحد. وهذا أول درجات الاعتراف له بالاتصال بعالم خارج عن نطاق الأرض ما دام قد تفرد بين أبطال الدنيا الذين نظروا إلى الحياة من جهة واحدة، بأن قلبه وسع كل حيوات الناس، واستوعب قضاياهم، وأتى من الله بصميم الحق الذي لا يتبدل في الأمم والأمكنة والأزمان. ولا يعرف قدر محمد رسول الله وطبيعة تفرده بين البشر إلا الذي أغرم بقراءة تاريخ أبطال الدنيا. إنه لن يجد قلباً ولا عقلاً وعى ما وعى عقله وقلبه من الحق الصادق والحكمة البالغة ووسائل إمساك الإنسانية على حدود العدالة
وكثيراً ما افترض أني نشأت غير مسلم، وأتخيل حياتي العقلية على هذا الغرض، وقد أصابها ما يصيب أي عقل باحث من الشكوك وآثار استعراض الآراء والمعتقدات، فأجدني حينئذ كأعمى يخبط في صحراء، كل ما لديه من الإيمان ناتج من شعوره بالعجز المطلق