للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عديدة هذه العناصر ومتباينة هذه المركبات التي دخلت الدار بعمل المهندس وفعل البستاني، فنشأ عنها مكان صالح نثوي إليه بعد النصب ونقضي فيه ساعات من العمر بين لحظات مجدودة وفترات مكدودة؛ ولو أن امرأً قال إن الدار مكونة من عشرات العناصر ومئات المركبات لما كان في قوله انحراف عن الواقع، ولو أنه قال أيضاً إنها مكونة من ست وحدات أصلية في الكون وإن كل ما نراه فيها من عناصر عديدة ومركبات متباينة يتكون من هذه المكونات الستة فإنه قد لا يعدو الحقيقة، ولو أنه خطر ببال أحد أن من يسكن الدار من أحياء كأولادنا، ومن يؤمها من زائرين كأصدقائنا، وما يعيش بين جدرانها من أسماك وطيور يدخلون أيضاً في عداد المكونات الستة المتقدمة، فإن ثمة علماء عديدين يعتقدون اليوم بصحة ما خطر بباله، ولديهم من الأسباب العلمية ما يستطيعون بها محاولة إقناعه بأن ما ذهب إليه ليس مما يتطرق إليه الشك

ولا يدور بوهم أحد بعد الذي ذكرنا أن ما نعنيه بهذه المكونات الستة هي (عناصر) مثل الحديد والنحاس، فإننا بذلك نصل إلى تعداد العناصر جميعها التي تبلغ ٩٢ عنصراً والتي تعثر على الكثير منها فيما استخدمناه في رفع البنيان؛ ولا يعتقدن كذلك أننا نعني بها بعض المركبات كالماء والحجارة فلا مشاحة أن ما يوجد من هذه المركبات في المنزل يبلغ المئات، إذ أن هذه المكونات الستة إنما هي وحدات كونية نستطيع أن نرد إليها كل ما يتعلق بهذه الدار.

هنالك أمر آخر أود أن يحظى بعناية القارئ، ذلك أن الوحدات الست التي تكون كل ما يتعلق بالدار، والتي من بينها وحدة يتسنى لنا بها رؤية الدار وما فيها، هي بذاتها الوحدات المكونة لمجموع الكون، فهي كافية اليوم ليرد العلماء كل ما عرفناه في الكون إليها

هذه المكونات الستة تعد معرفتها من السائل الثقافية التي يحسن معرفة شيء عنها، فهي اليوم موضع بحث أقطاب العلم، ولذلك نذكرها للقارئ في الجدول الآتي، فيعرف شيئا هاماً عن منشأ الدار التي يسكنها، بل الكون الذي يحيا فيه ويموت

المكونات أو الوحدات التي يتكون منها الكون في مجموعه بما فيه من مادة أو كهرباء أو إشعاع أو طاقة

الشحنة الكهربائية

<<  <  ج:
ص:  >  >>