على التمام. ولكن ظهر أخيراً أن مديري الفرق يعجزون اللجنة بطالباتهم، وأن قبولهم المشروع لم يكن الا تظاهراً منهم بالتمشي مع اللجنة في الاقترح الذي لقي عنده ترحيباً وتشجيعاً على أن يقفوا في منتصف الطريق ويعودوا إلى طلباتهم الاولى من أن توزع الاعانة عليهم كما جرت العادة كل سنة دون قيد أو شرط
فشل مشروع اللجنة إذا أزاء هذا التشبث أو قل هذا التعنت من مديري الفرق الذين رفضوا التعاون معها، ووقفت اللجنة حيرى وإذا بفريق كبير من ممثلي المسرح المشهود لهم بالكفاءة والمقدرة يؤلفون من بينهم اتحاداً ويتقدمون للجنة يعلنون أنهم يرحبون بمشورعها، وإذا كان مديروا الفرق قد ابوا التعاون معها على استعداد للعمل ولا ينقصهم الا أن تعينهم اللجنة وتمدهم بالمال.
كان هذا هو الموقف الطبيعي الذي لا يمكن أن يكون للممثلين غيره ومديرو الفرق قوم لديهم من المال ما يقوم بالأود ويسد الحاجة، ولأغلبهم من موارد العيش غير العلم في المسرح ما يجعلهم لا يحسون ضيقاً إن لم يكفل لهم كثيراً من الرفاهية والنعيم؛ ولكن الممثلين حالهم يختلف عن هذا كل الاختلاف فمهنتهم هي كل شيء لهم؛ ومنها موردهم الوحيد الذي يعيشون عليه وهم واسرهم ومن يلوذ بهم من الاهل والزوج والولد. لذلك كان من الطبيعي جداً وقد تخلف مديرو الفرق عن العمل أن يتقدم الممثلون؛ والاولون؛ والآخرون المجموع والكثرة، ورحبت اللجنة بهذا الأتحاد ووعدته بالمعونة وشد الأزور إذا توفرت فيه أشياء حددتها اللجنة كما طلبت من أفراده ضمن ما طلبت ان يتخذوا لهم مسرحاً خاصاً للعمل عليه.
ويسرنا أن أفراد هذا الاتحاد حققوا كثيراً مما طلبته اللجنة وانهم مجدون في تحقيق الباقي مما لم تسعف به الظروف المؤاتية وضيق الوقت، واتصالهم باللجنة مستمر وقد يكتب لمشروعه النجاح والتوفق وهو ما نؤمله ونرجوه مخلصين.
على أن الصحف طالعتنا هذا الأسبوع بنبأ اتحاد اجديد ألفه فريق آخر من الممثلين يقولون أن عددهم يبلغ المائة أو يزيد. وتقدم الاتحاد الجديد إلى اللجنة بما تقدم به اتحاد الذي يسبقه وما ندري ما سيكون موقف اللجنة حاله، ولكن ظروف تكوين هذا الاتحاد وجملة عارضة جاءت في نشرته الاولى وبعض ما أحاطه من ملابسات لا تخفى على الاعين المتنبهة