للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي أحد أجناس الأسماك الغضروفية المسمى - وهي كلمة تشتق من يلتصق، بمعنى صخر، وسمي بذلك لأنه يلتصق بالصخور بواسطة فمه - يتعاون الأبوان في عمل جحر صغير حيث تضع الأم البيض، ثم يحركان الأحجار المحيطة به فينتج عن ذلك أن ينهار سيل من الرمال يغطي الجحر فيصبح محجوباً عن أعين الأحياء المائية الأخرى التي تبحث عن غذاء لها

وهناك أسماك في كاليفورنيا تحمي بيضها بدفنه في رمال الشاطئ حين يجرفها المد إليه، ويبقى هذا البيض جافاً وبعيداً عن الماء لمدة تناهز أسبوعين حين يغمر الماء الشاطئ ثانية فتكشف المياه عن البيض الذي تنطلق منه الصغار آنئذ إلى الشاطئ.

الأسماك الذهبية

وهي أسماك قد حبتها الطبيعة لوناً جميلاً وذكاء تستطيع به أن تقوم ببعض الألعاب المسلية، ولذا فأنه يحتفظ بها في أحواض للزينة، وعلى الغاوين أن يتعهدوا هذه الأسماك بتربية أجمل الأفراد منها بعضها مع بعض حتى ينتج نسل ذو لون زاه. وإلا فإن الأجيال الناتجة تفقد تدريجياً بهاء الألوان التي كانت لسلفها، وقد حدث هذا فعلاً عندما وفد على أوربا ممثلو إحدى الجزائر الواقعة في المحيط الهادي، وأعجبوا بهذه الأسماك فحملوا حين قفلوا راجعين إلى بلدهم الآلاف من هذه الأسماك وأطلقوها في أنهارهم. ولما أن كانت محاربة الطبيعة لا تجدي نفعاً بل تنتح ضرراً، كما حدث مثلاً حين نقل الإنسان الأرانب إلى استراليا، فإنها زادت وقتئذ زيادة بليغة فانطلقت تبحث عن غذاء لها فلم تبق على أخضر هناك رغم ما قامت به الحكومة من مجهودات للقضاء على هذا الحيوان. فكذلك هذه الأسماك حين نقلها أهل الجزيرة إلى بلدهم، فمع أنها فقدت بهاء ألوانها لأنه لم يعن بتربية أزهى الأفراد لونا مجتمعة فإنها قضت على النوع الوحيد من السمك الذي كان يعيش في مياه تلك الجزيرة والذي كان يعتمد الأهالي عليه في غذائهم.

وليست هذه الأسماك بالذهبية اللون دائماً فقد يكون بعضها فضياً أو أحمر، وقد تكون الزعنفة الظهرية عالية وتقوم بمهمة قلاع المركب حين تسبح السمكة. ولبعض هذه الأسماك عيون محمولة على نتوءات بارزة من الرأس، وتسمى بذات الأعين التلسكوبية، ولا تظهر هذه النتوءات إلا بعد أشهر من عمر السمكة

<<  <  ج:
ص:  >  >>