يستهان بها، ولكني أرمي إلى الحقيقة التي لا شك فيها، وهي أننا نستطيع أن نحاصر ألمانيا وأن نحكم عليها هذا الحصار، ولكن لا يمكن أن نلجئها بذلك إلى التسليم
قد يكون من المعقول أن يفوز الملاكم على خصمه إذا وقف أمامه موقف المدافع في جميع حركاته، حتى إذا أنهكت قواه تغلب عليه بقوة الاحتمال، ولكننا لا نعرف فيما نعلم أن ملاكما نال جائزة التفوق على خصمه بهذه الوسيلة
وقد يكون من المعقول كذلك أن تتغلب أمة عظيمة على أمة أخرى بإحكام الحصار عليها، ولكننا لم نر ولم نسمع أن حرباً اكتسبت في الواقع بهذه الوسيلة، ولا نستطيع أن نستثني الحرب الحاضرة من هذا الوصف
فإذا أردنا أن نربح الحرب يجب علينا أن نضع خطة حربية إيجابية نقدم عليها بكل ما لدينا من القوة، فإذا كنا سنتعرض في سبيل ذلك إلى بعض الأخطار، فإن هذه الأخطار ستكون عوناً لنا على قهر الأعداء
يجب أن نفهم الفرنسيين
(ملخصة عن (ذي نيو ستيتسمان) لندن)
منذ بضعة أسابيع دعا أحد الرجال الإنجليز البارزين ممن يدعون إلى فكرة الاتحاد الدولي، شخصية ممتازة من الرجال الفرنسيين البارزين إلى اجتماع في أكسفورد. فشرح الإنجليزي رأيه في النظام الأوربي الحديث، وصور لضيفه الفرنسي نظرية الاتحاد الدولي الأوربي، والأساس الذي يقوم عليه، ثم استطرد قائلاً:(سوف ينتخب المجلس بطبيعة الحال من الدول القوية، وسوف يكون عدد الممثلين فيه بنسبة عدد سكان كل دولة). فاعترضه الضيف قائلاً:(ولكن عدد الألمان ٨٠. ٠٠٠. ٠٠٠ وعدد الفرنسيين ٤٠. ٠٠٠. ٠٠٠، فهل تعني أن يكون عدد ممثلي الشعب الألماني ضعف عدد الممثلين الفرنسيين). قال الإنجليزي:(أو ليس هذا هو المنطق المعقول)؟
لقد وقع هذا الحوار بين رجلين من رجال الأعمال. ولعل الفزع الذي أوقعه كل منهما في نفس الآخر، هو مقياس ما بين وجهتي النظر البريطانية والفرنسية في السياسة الخارجية. فهذا الإنجليزي ينظر إلى الحق بالطريقة الحسابية المجردة، وينظر إلى جميع الاعتبارات