للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأن تظهر أقل من ذلك الفرق. وهكذا كانت تجربة ميكلسون بمثابة ضربة قاضية على وجود الأثير.

ومع ذلك فإن وجود حالة موجية للضوء أمر لا يقبل الجدل وهي حالة تستدعي وجود مادة أثيرية لها خواص الأجسام الصلبة - من ذلك حصلت أزمة علمية عصيبة، فلا المتذهبين بمذهب نيوتن بقادرين على تفسير ظاهرتي التداخل والاستقطاب وغيرهما ولا الآخذين برأي الموجية ووجود الأثير وهم التابعون لفرنل وويجانز بمستطيعين أن يفسروا لنا تجربة (ميكلسون)

وإزاء هذه الصدمة العنيفة كان يجب أن يبحث العلماء عن طريقة جديدة، وقد انتهى بهم البحث بعد وقت ليس بالقصير إلى أن الضوء ليس هو الذي يجب أن يكون موضع التعديل إنما هي معارفنا عن الميكانيكا وعن الحيز والزمن هي التي يجب أن تعدَّل، وكان على العلماء أن يتفهموا الكون وقوانينه بطريقة غير الطريقة النيوتنية، التي اعُتبرت صحيحة سنوات طوال، والتي كانت في الواقع طريقة تقريبية لكي نفهم الدار التي نعيش فيها، ولكنها لم تكن كافية لكي نفهم تفاصيل هذه الدار

هنا ينحني جيلنا أمام معادلات لورنتز التي سنتكلم عنها، وهي المعادلات التي أدمج فيها الزمن في الحيَّز والحيز في الزمن، بل وينحني جيلنا أمام تفكير أينشتاين الذي أفاد من هذه المعادلات فخرج بنا من المأزق السابق، وأفهمنا الكون على صورة غير التي عهدناها له، ولعل القارئ قد أفاد من تتبع هذه الأزمة الطبيعية التي بدأ بتمثيل الدور الأول منها شيخ علماء الأجيال المنصرمة (نيوتن) والتي ظهر في آخر فصولها شيخ علماء الجيل الحالي (إينشتاين)

ولكنا نورد، قبل الدخول في تفسير معادلات (لورنتز) ونظرية (أينشتاين)، ملخصاً عن الضوء كظاهرة كهربائية وعنه كظاهرة مادية، وسيعلم القارئ منها أن الموجات الضوئية ما هي إلا سلسلة تموجات عامة في الكون، تبدأ بموجات كبيرة أطوالها بضعة كيلو مترات، وهي الأمواج الكهربائية أو (الهرتزية) نسبة للعالم (هرتز) والتي نعرف منها الأمواج الطويلة والوسطى التي تتنقل من مكان إلى مكان متتبعة منحني سطح الأرض ونعرف منها الموجة القصيرة، وهذه الأخيرة تصل من مكان إلى آخر بالانعكاس على الطبقات العليا من

<<  <  ج:
ص:  >  >>