للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإشارة إليه، والواقع أني أجاهد في ربط مصيرك بمصيري بهذه الصلة الروحية، ويريد الله أن يكون لكل منا مصير؛ وأنت بما أودعك الله من وداعة تصرفين السوء عن نفسك، وكل شيء يرعاك حتى تلك العين التي ترنوا إليك، واليد التي تتلمس يدك، والحس الذي يهفو إليك بليته ليغمرك أو تغمر به

كوني يا فتاتي ما تشائين فلن تكون مشيئتي غير مشيئتك، وليكن ما يجيش به صدري وفقاً على هذا الحيز الضيق حتى يضيق به فيكون من أمر الله ما يكون

سأبقى أميناً كما كنت شهيداً كما تكونين، ولن أنساك في قيامي وقعودي وركوعي وسجودي ولو ذهبت صلاتي غير مأجورة ولا مثابة، فحسبي أنها خالصة لوجه الله

أنت يا فتاتي شهيدة كأقدس ما يكون الشهداء، قديسة كأكرم ما يكون القديسون. ليست عندنا أديرة ولكنك تلجئين في نفسك الممتنعة إلى دير حصين، وقد تبقين هكذا طوال حياتك وأتقلب أنا مع الأيام، فتبقين لي مثلاً أعلى، وأبيت أنا بشراً ككل الأنام

(م. د)

<<  <  ج:
ص:  >  >>