للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الكراهية في ناظريك، فحبوتك غيره. . . ثم اشتريت أنت نقاباً يروق لك، فجاء يسخر منك لأنه لا يواري إلا ما يواري الأبيض والأحمر من مقابحك

وهذا الجورب الذي أرغمتك على لبسه كان موضوع جدال يحتدم مرة ثم يخبو، لأنك تعلمت في مدرستك التعنت في الرأي

لقد تلقنت في المدرسة علماً ألقى بك بين أحضان الشارع لأنه فتح أمامك باب الحرية، وهو أيضاً قد قذف بالشاب ليتسكع في تيهاء من أمره لأنه سد أمامه باب العمل

وهذا اللباس القصير، إنه يكشف عن شئ، ليتألق فيجذب إليك البصر

أفرأيت - يا صاحبتي - الزهرة تزهو بلونها لتجذب إليها الحشرة فتمتص رحيقها ثم تطير وقد قضت منها وطراً؟

لا ضير، فلقد صُم على الأمر وضلت فيك فلسفتي؛ فانطلقت التمس راحة نفسي وهدوء خاطري

وخلفتك من ورائي، في هذا الشارع، تضطرين بين آذى الحياة المتلاطم

ويا عزيزتي، هذه السيارة الجميلة التي أتأنق فيها، إنها من وحي غطرستك، فهل تجدين لذع فراقها؟

وهذه الدار الصغيرة قد رتبتها يدك على نسق ونظام لتكون لك عشاً آمناً فهل وجدت فقدها؟

وتلك الأيام الناعمة البهجة، أيام الهوى الغض، حين كنا نتلاقى عند الأصيل على شاطئ النيل، نتجاذب أحاديث الغرام ونفتن في أساليب الحب، وهذا الأمل الذي سطع في قلبك وقلبي. . . ثم خبا، أفتذكرين سطراً من هذا التاريخ؟

كلا، كلا! فأنا قد رأيتك بالأمس تسيرين إلى جانب شاب يخدعك وتمكرين به فعرفت أنك أنت ابنة الشارع، لا عهد لك ولا ذمة، ولا غرو فلقد خرجت إلى الشارع تفتشين عن الزوج

فهذا عذري إليك حين انطويت عنك وفي رأيي أن حرية المرأة هي فجورها، وأن خروجها من دارها هو فسقها فيا ابنة الشارع، كوني من تشائين إلا أن تكوني زوجة لي

(مشتهر)

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>