سرتنا هذه المقالات التي يكتبها الأستاذ عبد المنعم خلاف ويوالي نشرها في مجلة الرسالة؛ إلا أنه قد استوقف نظري وأنا أقرأ مقاله الأخير قوله (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع الغناء وشاهد الرقص وسمح به في المسجد)، وهذا القول على إطلاقه فيه شيء، إذ الظاهر من الغناء هو ما نعرفه وما نسمعه، وهذا لا يسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يرضاه قط ولم يجز إلا الغناء العفيف في زفاف العروس (إن الأنصار فيهم غزل فلو بعثهم معها من يقول أتيناكم فحيانا وحياكم) وأذن في اللعب بالطبول، وغير ذلك في أيام العيد للصغار من الشبان والفتيات. مر عياض الأشعري بالأنبار في يوم عيد فقال: ما لي لا أراهم يقلسون، فإنه من السنة (التقليس أن يقعد الجواري والفتيات على أفواه الطرق يلعبون بالطبل وغير ذلك) وسمع الحداء بالشعر النبيل السامي (اللهم لولا أنت ما اهتدينا) وكان البراء بن مالك حسن الصوت وكان يرجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وكان عمر بن الخطاب إذا سمع الحادي قال: لا تعرض بذكر النساء. كما أن كلمة الرقص لا يفهم منها في هذا الزمن إلا ما يعرف في دور اللهو والحانات، وحاشا أن يشهد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يسمح به لأي إنسان في الخارج بله المسجد، وإنما الرقص الذي سمح به هو الرقص الحربي الذي كان من الأحباش حين قدموا المدينة. والرقص الحربي يعرفه العرب إلى الآن في بلاد الحجاز بسيوفهم وسلاحهم مما يشعل في النفس الحمية ويبث فيها الشجاعة، ولا أعرف الأستاذ عبد المنعم خلاف إلا يريد هذا
عبد الستار أحمد فراج
حادث عجيب! نداء إلى الأطباء العلماء
إلى كل طبيب يعتقد أن مهنته مهنة بحث وفحص وتضحية وإيثار، أسوق مأساة فتاة في ميعة الصبا وزهرة العمر. . . فتاة رزئت فجأة في جمالها وشبابها بنكبة (اللحية) الكثة والشارب الغزير. . . ويا ليت هذه النكبة قد اقتصرت على الوجه فحسب، فإن الشعر قد نبت في صدرها فشوه نعومته وأنوثته!!
كانت تظن أنها ستتحول كما تحولت غيرها، وكانت تعتقد أن هذا الشعر بداءة لهذه المرحلة، مرحلة التغيير والتبديل، فذهبت إلى بعض المشهورين المعروفين من الأطباء