للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الريف

وهناك الطرق الكثيرة المتنوعة لذلك مما لا يخفى على أحد: أهمها طريقة العالم لعمل سماد الأصطبل، والطريقة الهولندية لعمل سماد من فضلات الإنسان وكناسة المسكن

وبما أن البول يحتوي على الأزوت في صورة يوريا وغيرها؛ وبما أن نسبتها فيه كبيرة جداً، وبما أنها سهلة التحول إلى كربونات نوشادر لذلك فالقيمة السمادية له عالية وتساوي بالتقريب القيمة السمادية الآزوتية الكيماوية. فهي تتحلل في ظرف أسبوعين فقط بنسبة ٨٠ - ٩٠ %. إذاً فالبول الطازج يمكن استعماله مباشرة لسرعة هذا التحول. هذا علاوة على التأثير الجيد الذي يعادل تأثير الأسمدة الكيماوية للعناصر الأخرى السمادية الموجودة في البول كالبوتاسا وحمض الفوسفوريك

لهذا السبب يمكن تصريف بول المواشي كلها الموجودة في عزبة مثلاً، وكذلك بول الإنسان حيث يحفظ في خزانات مانعة لنفاذ السوائل لا يتسرب إليها الهواء وذلك بإحكام تغطيتها أو بإضافة زيت وسخ مثلاً إلى سطحه فلا يحصل فقد في الأزوت الموجود به بالتحلل والتطاير. ويستعمل البول بعد ذلك في تسميد الحقل في وقت يكون فيه خالياً من أي سماد لمنع تحويل أزوت البول إلى أزوت بروتين

أما براز الإنسان في هذه الحال، وكذلك روث المواشي وما عساه أن يوجد من قش الحبوب، والبقول، أو عروش الخضراوات وأوراق الأذرة الجافة أو مصاصة القصب وما أشبه ذلك على حسب النوع والكمية الموجودة بكثرة في المنطقة، فيمكن عمل سماد جيد منها على طريقة خاصة من طرق العالم

وإذا أعددنا للفلاح الصغير قطعة أرض صغيرة مبلطة جيداً أو ذات (دكة) جيدة فإنها تكون بمثابة صندوق التوفير له، إذ يمكنه بذلك أن يحول العلف التالف وبقايا الطعام وكناسة المسكن وغير ذلك من الفضلات المهملة إلى سماد صالح للاستعمال بعد حوالي ٤ أشهر خصوصاً للحدائق وحقول الخضراوات

وبعد فمشكلة مسكن الفلاح مشكلة حالية ملحة من مشكلات الفلاح المصري نرجو تذليل صعابها أمامه. . . وما كفاحنا في سبيل الأمة أيام السلم بأقل شأناً من كفاحنا في سبيلها أيام الحرب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>