للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأستاذ محمد رفعت

المقرئ الوديع الذي يزف القرآن إلى النفس (متمسكناً) فما تملك النفس إلا أن تحن له وأن تلين. . .

الأستاذ عبد الفتاح الشعشاعي

فيه من الموسيقى أكثر مما فيه من التمثيل، وفي موسيقاه من الطرب أكثر مما فيها من غيره، وكثيراً ما يخرج بسامعيه عن وقارهم وإن لم يخرج هو عن وقاره. لعله لو غنى القصائد عرض لنا فقيد الموسيقى العربية الكبير الشيخ أبو العلا محمد.

لست أدري لماذا لا يجرب هذه التجربة، ولست أدري لماذا لا تشجعه على ذلك صديقته أم كلثوم بأن تسمعه في قصيدة ثم تغنيها منسوبة إليه!

١٢ - من المحدثين

الدكتور محجوب ثابت

هذا رجل ضحى بنفسه في سبيل إشباع رغبته في الكلام. له ماض وطني ملحوظ، وجهاد لا يمكن أن ينكر، ثم إن له علماً واسعاً واطلاعاً متشعباً، وله بعد ذلك آراء وأفكار لا يزال يغذي بها المجتمع المصري، ولا يزال هذا المجتمع يأخذها عنه، ومع هذا كله فنصيبه من الجزاء الوطني قليل. فأغلب الذين خدموا بالمناصب والألقاب والأرزاق، ولكنه كان بين القلائل المهملين على كثير ما يتردد ذكره على الألسنة، وعلى كثرة ما يتردد شخصه بين الناس. . . فلماذا؟

لقد أطيب الدكتور محجوب بهذا (التأخر) لأنه كثير الكلام، ولأنه يخلط الجد بالهزل، ولأنه لا يعرف مَنِ من الناس يصلح لأن يخاطبه الإنسان بالنكتة، ومن منهم لا يصلح لذلك، ومن من الناس يستطيع أن يستخلص من النكتة الحكمة، ومن منهم لا يستطيع ذلك. . . لقد اعتبر المصريون الدكتور محجوب فكاهة من الفكاهات، حتى في أشد مواقفه جداً يضحكون منه. . . وهم معذورون. . . فهو يتحمس لفكرته بعواطفه وأعصابه وجوارحه وشاربيه ولحيته، بينما يكفيه أن يتحمس لهما بعقله ولسانه، وإنهما لجديران بأن يخضعا له اقتناع الناس. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>