عنك، وعن وجهك، وأنت قليلاً ما تظفرين مني بحديث كهذا. . .
- لا وحياتك. . . فأنت تعرف أنني غبية إلى حد كبير وأني بطيئة الفهم، كما تعرف أنك خائن الحديث لا يسلم كلامك من الظلمة حتى عندما تصدق وعندما تصارح
- سامحك الله! فليس أبشع من هذا إزهاق لاستقامة نيتي وسلامتها. . . الذي أريد أن أقوله يا (مدموازيل ديليش) أنك كلما نظرت إلى وجهك في المرآة بحثت فيه عن علائم الصحة وعلامات الجمال التي تعارف الناس عليها، فأنت تفتشينه تفتيشاً دقيقاً، فإذا أرضاك خرجت به بعد تزيين بسيط، وإلا فأنت تزيدين حتى يكون مكياجاً وتنكراً تطالعين به الناس وفق ما يهوى عيناك. . .
- وهل كنت تريدني أن أرى وجهي بغير عيني. . .
- نعم. كنت أريد أن تريه بعيني أنا، فما كانت تمتد إليه يدك بدهان ولا بمسحوق
- ولكنه عندئذ قد ينم عما أحب أن أخفيه
- بل إن ذلك كان سيحميه دائماً منك، فيلزمك أن تبعدي عنه ما تحبين اليوم أن تخفيه أحياناً. . . كفى عن هذه الخفايا تستغني عن الأحمر والأبيض. . . أزهدي في الرموز تصلىِ في الحق وفي الفن إلى الأصدق والأجمل. . . أقلعي عن التكلمَّ تصلى في الحياة إني ابعد ما ترومين بأسرع مما تظنين. . .
- وماذا أيضاً. . .؟
- خذي صورة التفاحة هذه، فأنا أرفضها شاكراً. . . وأطلب صورة التفاحة الأخرى. . .
- التفاحة لا تستطيع أن تمزج الألوان ولا أن تقبض على الريشة. . .
- ذلك خير وأحب. . . فعلى التفاحة أن تبقى تفاحة. . . ولنطمئن كل الاطمئنان فإبليس حاميها وآدم لا يزال يسيل عليها لعابه