أما أنا فقد اهتممت بالأمر واتصلت في الصباح التالي تلفونياً بالطبيب الذي يدير المستشفى الذي ذكره ورجوته أن يبحث في سجلاته عما إذا كان فيها اسم (أرثرايم)، شاب مات بذات الرئة قبل ثلاث سنوات. فأجاب الطبيب:(لقد مات عندنا رجل ذات الرئة قبل ثلاث سنوات، ولكنه لم يكن شاباً، إذ كان عمره فوق الأربعين. . .) أخذت مني الحيرة في هذا مأخذاً عظيماً، لأني لم أعهد من (الأرواح) قبل ذلك كذباً ولا افتراء. استنجدت بزوجتي طالباً منها التوضيح، فأجابت:(سوف تكتشف السر قريباً) فعزمت عندئذ أن أذهب إلى رقم ١٨ (كلايف رود) في الطرف الشرقي من المدينة حيث تسكن الطبقة العاملة. فلما بلغت هنالك وجدت ساكن البيت له أسم غير الذي ذكر، وهو كذلك لا يعرف عن صاحب الاسم شيئاً. وبعد أن قضيت طويلاً في البحث والتحقيق رجعت يائساً متعباً
بعد هذا سافرت خارج البلاد في عطلة وعند رجوعي عزمت على إعادة البحث، فقررت أن أزور بين الحبيبة (مس كارول) لعلني أجد لديها بعض الإيضاح. ذكرت عزمي هذا للوسيط فأخبرني بأنه خلال الأيام القلائل الماضية قد سمع لفظة (فريزر) تتكرر على مسمعه مرة بعد أخرى بصوت امرأة أول الأمر ثم بصوت رجل بعد ذلك. إنه لم يسمع غير ذلك ولم يدر ماذا يراد به. ظننت أن ذلك له صلة بالأمر فادخرته في حافظتي إلى حين
ذهبت إلى رقم ٢٢٩ (فينت ستريت) وطرقت الباب فلما فتح ظهر من ورائه شابة فسألتها: (هل أنت مس كارول؟) فأجابت: نعم
- لقد كان حبيبي ولكنه مات بذات الرئة قبل ثلاث سنوات.
وهنا أجهشت الشابة بالبكاء، ثم ذهبت إلى منضدة كانت في وسط الغرفة فألقيت عليها ذراعيها، واعتمدت رأسها بيديها أخذت تعول. أخذت أنا أهدئها، ثم شرعت أحدثها بقصة