وأنا أريد الآن أن أقولها كلمة صريحة خالصة، لا أريد بها إلا وجه الله، ولا أبتغي بها مصلحة إلا مصلحة العلم والعقل والدين، ولا أصدر فيها عن روح إلا روح الإخلاص للأزهر الذي يحمل لواء الشريعة المطهرة، بين متربصين به، حاقدين عليه مترقبين أن يكل عما يحمل فيتلقفوه من دونه
يا قوم: إن جماعة كبار العلماء هي (أكاديمية العلوم والمعارف الإسلامية)، فإذا اختلف أعضاؤها هذا الاختلاف، وكانوا في الشيء الواحد على (طرفي نقيض) دل ذلك من غير شك على فساد، ودل ذلك على اضطراب، ودل على أن الموازيين والمقاييس التي يحملها بعض الناس في أيديهم، ليزنوا بها ما حرم الله وما أحل، ويقيسوا عليها الكفر والفسوق والإيمان، موازين أقل ما يقال في شأنها: إنها تنقصها الدقة، وتحتاج إلى (الضبط الصحيح)!
إن (فائدة الأربعاء) قد وزنت بميزانين، تمسك بكليهما أيد من جماعة كبار العلماء، فسجل أحد الميزانين إيجاباً مطلقاً وسجل الثاني سلباً مطلقاً، وقد سمعنا من شيوخنا المنطقيين أن السلب المطلق والإيجاب المطلق لا يجتمعان في مادة واحدة، فلا بد أن يكون أحد الميزانين مختلاً، فنحن باسم العلم والدين نطلب أن يصادر الميزان المختل، وأن يحجر على الناس استعماله، وندعو (جماعة كبار العلماء) أن تصطلح على ميزان صحيح مضبوط، من كتاب الله وسنة رسوله (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان!)
ولكن عفوا فقد نسيت! نسيت إني عالم صغير، ولا يجوز أن يتطاول الصغير إلى مقام الكبير!. فهل من عالم كبير يحمل عني لواء هذه الدعوة فيأخذها بقوة، ويأمر قومه أن يأخذوا بأحسنها، قبل أن تأخذنا الأحداث، وتأتينا سنة الله في الغافلين؟!
(ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)