مراعاة درجة معارفهم ومستوى معلوماتهم وتفاوت أعمارهم دون النظر إلى الفارق الجنسي، على أن يشرف على هذا التعليم أساتذة من كلا الجنسين
والتعليم المختلط على أنواع ثلاثة: نوع يعرف بالتعليم المطلق أو التام منه تهيئة الطلاب من كلا الجنسين للعلم وإعدادهم للحياة الاجتماعية التي تستدعيها البيئة وتقضي بها الحضارة؛ ونوع آخر يعرف بالمدرسة المختلطة وفيها يجتمع الجنسان في الفصول وحسب؛ والنوع الأخير هو ما يطلق عليه التعليم المختلط المقيد وهدفه تهيئة الطلاب والطالبات للعلم وإعدادهم للحياة الاجتماعية على شرط أن ينظر إلى خصائص هاتين الفئتين من عقلية ونفسية حتى تتلاءم مع استعداد الأفراد من الجنس الواحد وميولهم ورغائبهم ومع بعض الاعتبارات والعوامل مادية كانت أو معنوية
ولتحقيق فكرة التعليم المختلط وجب تحقيقها، في بادئ الأمر، على الأساتذة الذين يشرفون عليها أو بالأحرى وجب أن تكون الهيئة التعليمية - كما يقول الدكتور في كتابه القيم (التعليم المختلط في المدارس الثانوية) - مؤلفة من مربين ومربيات ليتلقى الطلاب، على المعلمات، بعض الدراسات كما تتلمذ الفتيات على بعض المربين
وإذا ما أهملنا الجانب المادي الذي يتحكم في مصير هذه الفكرة تحكماً شديداً، والذي من شأنه أن يدفعها إلى التقدم دفعاً سريعاً، ويدنيها من غايتها المثلى. على نحو ما يذهب إليه بعض علماء التربية، وجدنا أن البعض الآخر يتساءل عما إذا كانت هذه الفكرة تتفق والتطور الطبيعي من حيث القابلية والاستعداد لكل فئة من هاتين الفئتين من الجنسين؟. . . يتعلق جواب هذا التساؤل بدراسة نفسية كل منهما من النواحي التي تتصل اتصالاً وثيقاً بعلم النفس: كتطور الميول، وتباين الرغائب، واختلاف القوى واحتمال التعب وغيره
ولكن هل يصح لنا أن نرد تباين هذه النواحي إلى التربية العائلية وخصائص البيئة ومزايا الفرد، أم أنها تتعلق بالجنس من حيث جنس؟
في الواقع أن هذه النواحي ترجع إلى اختلافات جنسية ذات تأثير يجعل التباين بينهما إلى أبعد حدوده
قلت: إن أول أمة فكرت في هذا النوع من التعليم المختلط هي الأمة الأمريكية، وما أن استهل القرن العشرون حتى فشا هذا النوع في جميع معاهدها من ابتدائية وثانوية وجامعية؛