للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كالسَّرْحَةِ الغَيْنَاءِ غُصْنٌ مُثْمِرٌ ... وَخَميلَةٌ تَنْدَى وظِلٌّ أَبْرَدُ!

تأْسُو جِراحَ الَخْلْقِ بالْخُلْقِ الذي ... تَروَى الُقلُوبُ به وتَشْفَى الأكْبُدُ

ولَكَ السَّماحَةُ والسَّجاحَةُ والنَّدَى ... وهُدَى النُّبُوَّةِ والفَعالُ الأرْشَدُ

نَسَقُ مِنَ الُخْلُقِ الْعَظِيمِ كأَنَّهُ ... فَلَقُ الصَّبَاحِ وَحُسْنُهُ الْمُتَوَقَّدُ

تدعو إلى أدَبِ الحياةِ وَعِلْمِها ... وَتُنِيرُ دُونَهُمَا السَّبيلَ وَتُرْشِدُ

تَسَعُ الأَناَمَ جَمِيعَهُمْ لَكَ مِلَّةٌ ... غَرّاءُ تَهْدِي العالَميِنَ وَتُسْعِدُ

أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيّةٌ لاَ سِرُّها ... يَخْبُو وَلاَ إشْعَاعُهَا يَتَرَبَّدُ!

يَزْكُو عليها الرُّوحُ فَهْوَ مُنَزَّهُ ... عَمَّا يَشِينُ وَجَوْهَرٌ يَتَوَقّدُ

الوَحْيُ أُسُّ بنائِها العالي الذُّرَا ... وَالْحَقُّ حَائِطُ رُكنِها وَالْمَحْتِدُ

وَالفَتْحُ وَالعُمْرَانُ من آرَابِها ... وَالعَدْلُ والعَيْشُ الرَّخِيُّ الأّرْغَدُ

دُنْيَا أَقَمْتَ عَلَىِ الَعقِيدةِ رُكنَها ... ومن العقائدِ مَا يَشِيدُ وَيُخْلِدُ

هِيَ هَيْكَلٌ فَانٍ، فإنْ حَلَّتْ بِهِ ... رَفَّتْ بها الْحَوْبَاءُ وَهْيَ تَرَأَّدُ

يُنْبُوعُها التوحيدُ: مَشْرَعُ مَائهِ ... لِلْوَارِدِينَ، وَنَبْعُهُ لاَ يَنْفَدُ

جَمُّ الأَيادِي فالأَنَامُ بخَيْرِهِ ... وَبخِصْبِهِ مُتَقَلَّبُونَ وَهُمْ يَدُ

ما الناسُ - لولا البَغْيُ - إلاّ أُمَّةٌ ... وَالدَّينُ - لولا الجهلُ - إلاّ أَوْحَدُ

ما أحْسَنَ َالتَّوْحِيدَ يَجْمَعُ شَمْلَهُمْ ... فَيَعُوَدَ وَهْوَ مُنَظُّمٌ وَمُوَحَّدُ!

بِسَناَهُ أخْرَجْتَ الشُّعُوبَ من العَمَى ... وَهَدَيْتَها لِلنْهْجِ وَهْوَ مُعَبَّدُ

فَاسْتُؤصِلتْ فَوْضَى وقامت دولةٌ ... وخَبَتْ هَيَاكِل وَاسْتَنَارَ الَمسْجِدُ

وَمَشَتْ عَلَىَ يَبَسِ الصَّعِيدِ حِضَارةٌ ... بالْيُمنِ تُشْرِقُ وَالْهَنَاءةِ تَرْغُدُ

إنَّ الجَمالَ خَفِيَّهُ وَجَلِيَّهُ ... إِكسِيرُها وَشُعَاعُها الْمُتَجَسِّدُ!

بُعْداً لِمَفْتُوِنيِنَ لم يُعْرَفْ لَهُمْ ... رَأْىٌ يُجَلُّ وَلاَ مَقَالٌ يُحْمَدُ

نَفَوُا الرِّسالةَ وأرْتأَوْها دَعْوَةً ... زَمَنِيَّةً أَفَلَتْ وَلَيْسَ لها غَدُ

خُصَّتْ بجيلٍ قد مَضَى، وبِحِقْبةٍ ... طُوِيَتْ، وَأَمْرٍ رَثَّ لاَ يتأَبّدُ

خَسِئوا. فما عَرَفَ الحقائقَ ماجِنٌ ... خَلَعَ الِعذَارَ، ولا غَبِىُّ مُلْحِدُ

البِعْثَةُ الكُبرَى حياةٌ لِلْوَرَي ... أَبَدَ الزمانِ وَنِعْمَةٌ تَتَجَدّدُ

<<  <  ج:
ص:  >  >>