والبترول مادة أساسية من المواد الحربية، وبعد الحصول على حقول البترول الرومانية تصبح منابعه كلها تقريباً في قبضة الروسيا، وبالتالي تتحكم في مصير الدول لأنها تكون الدولة الوحيدة التي تستطيع إصدار الأوامر وإكراه الدول الأخرى على إطاعتها. ولكن حركتها هذه موجهة إلى دول وسط أوربا أكثر مما هي موجهة إلى دولها الغربية، فإنجلترا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال تستطيع الحصول على هذه المواد من بقاع أخرى، بينما دول المحور محصورة وخصوصاً في حالة الحرب الحالية والحصار البريطاني المفروض على المحيطات، فهل يتجاهل النازيون هذه الحقيقة؟ وإلى متى يمكنهم الصبر؟
إن الموقف الحالي وتوجه حكومتي روما وبرلين بكل قواتهما لمهاجمة بريطانيا لا يتيح لهما اتخاذ قرار في هذا المصير المقبل، ولكن حركات الروسيا الأخيرة سببت ولا شك متاعب كثيرة لدول المحور، وأوجدت لها مشاكل خطيرة يجب حلها بسرعة، وهي لا تستطيع الآن دفع البلقان إلى الحرب حتى لا تخسر موادها وهي عمادها الوحيد، واشتراك هذه الدول في الحرب معناه خسارة هذه المواد.