من الخرافات السائدة بين الناس عامة والنساء خاصة التشاؤم من كسر المرآة. والأصل في ذلك أن الإنسان القديم كان يحسب أن ظله جزء منه، وإن إيذاء الظل هو إيذاء له لأنه بمثابة الروح منه. وكلمة ظل عند بعض الأمم في آسيا تعني الروح. وكان الإنسان قبل اختراع المرآة ينظر صورة ظله على أسطح مياه الأنهار والبحيرات وغيرها، وذلك لأن الزجاج لم يكن قد عرف بعد. وما زلنا نرى في (المندل) بعض آثار هذه الخرافات القديمة. فأن هناك اعتقاداً بأن من ينظر في كوب به ماء ثم تتلى عليه الرقي يرى أشياء خفية لا يراها غيره. واكثر ما يكون الخطر من المرآة في الوقت الذي يكون أحد في المنزل في النزع الأخير أو قد توفى من وقت قريب لأن الموت عندئذ يرفرف بجناحيه على المنزل، فليست رؤية الظل (الروح) مما تؤمن عاقبته. ولذلك كثيرا ما يقلب الناس مراياهم في ذلك الوقت العصيب. والأصل كما قلنا هو خوف الناس من تعرض أرواحهم أي ظلالهم للأذى أو الموت كما يتوهم المتوحشون القدماء إن الظل هو الروح
السلم
مما يتشاءم منه الغربيون المشي تحت أو وراء السلم، وقد ذكرت مجلة إنجليزية محادثة بين سيدة وصديقتها عن خرافة السلم:
السيدة - أنا لا امشي تحت سلم مطلقا لاعتقادي أن ذلك شديد الخطر.
صديقتها - أنت بلهاء فأني أضع أطراف أصابعي الصغيرة معاً واثني الثلاث الأخر في راحة اليد وابسط الإبهامين ثم أقول (ماجنوم بونوم) وامشي رابطة الجأش تحت السلم فإذا فعلت مثلي مررت من دون أن يلحق بك أذى.
وقد ألقت المس (واليس) إحدى مدرسات لندن محاضرة يوم ١٩ يناير سنة ١٩٢٨ عن منشأ الخرافات السائدة بين الشعب الإنجليزي فقالت: إن خرافة السلم يرجع تاريخها إلى أزمنة العقاب بلا محاكمة قانونية فكان المحكوم عليهم يشنقون بتعليقهم على سلم إذا لم تكن شجرة في مكان التنفيذ، وكان كل شخص يتفق وجوده وراء السلم مستهدفاً لخطر الاتهام بالاشتراك مع المشنوق في جرمه.