للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على مستوى غيرهم) نعم يعود الدكتور فيؤكد أن الوسط تقع عليه إلى حد كبير مسئولية رداءة النتائج العامة التي وصل إليها في اختبار ذكاء الطفل المصري، ومقارنتها بذكاء الطفل الأوربي، ويشير إلى سبب آخر من أسباب الانحطاط الذكائي خاص بالتجارب التي أجراها، ويقول: (إن نصف النتائج التي حصلنا عليها عن أطفال وشبان من تلاميذ المدارس الأولية والفنية أو مدارس المعلمين الأولية، أي من وسط اجتماعي متواضع. وقد قلنا إن نتائجهم أحط بكثير من نتائج المدارس الابتدائية والثانوية باعتبار التساوي في السن بينهم جميعاً، وأنها كانت لهذا السبب باعثاً على هبوط المتوسط العام. ولا شك في أن ما أبدته اختباراتنا من نقص النمو العقلي يعزى في بعضه إلى هذه الحال. والواقع أن الأطفال والشبان المصريين من الطبقات الدنيا تنقصهم الأسباب المنشطة للعقل، والبواعث التي تستثير دفين الذكاء، كما تنقصهم لتفتيق أذهانهم تلك الفرص التي كثيراً ما تستح للأطفال الصغار الأوربيين في حياتهم)

ساهم الأستاذ القباني بنصيب وافر في إجراء الاختبارات التي قام بها الدكتور كلاباريد ومراجعة نتائجها، ولكنه لم يقتنع بصحة هذه النتائج، لأنه كان شاكا في صلاحية مقياس بالارد لاختبار ذكاء التلاميذ المصريين، للاختلاف الكبير بين البيئة المادية والاجتماعية المصرية وغيرها من البيئات الأوربية، وهذا ما يجعل الأسئلة التي يختبر بها ذكاء التلاميذ الإنجليز أو البلجيك لا تناسب بالضرورة التلاميذ المصريين. من أجل هذا اتجهت عناية الأستاذ لدراسة الذكاء المصري، فأجرى عدة بحوث كانت أغراضها: التحقق من صلاحية كل سؤال من أسئلة بالارد لاختبار الذكاء في مصر، وحذف الأسئلة التي يثبت عدم صلاحيتها وإضافة أسئلة غيرها لتكوين مقياس مصري للذكاء، وإجراء هذا المقياس الأخير على تلاميذ المدارس الابتدائية ومن في مستواهم للوقوف على حقيقة عقليتهم. وقد نجح الأستاذ في تحقيق هذه الأغراض، وكأنه بعمله هذا أراد أن يختار من التلاميذ المصريين من تشابه بيئته - المدرسية والاجتماعية إلى حد ما - بيئة التلاميذ الأوربيين، حتى تكون المقارنة بين متوسط الذكاء المصري والذكاء الأوربي مقارنة عادلة. وقد كشفت اختبارات الأستاذ عن متوسط لذكاء تلاميذ المدارس الابتدائية أرقى من ذلك الذي وصل إليه كلاباريد، كما أيدت اختباراته نظرية تأثير الوسط في الذكاء، فقد وجد أن المدارس التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>