للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من سكان الأقطار الأوربية الوسطى (الجنس الألبي) وهؤلاء أذكى من سكان أقطار البحر الأبيض المتوسط. وقد وجِّهت انتقادات كثيرة لهذه النتيجة السابقة، أهمها هو أن هذا الترتيب لا يصح أن يؤخذ على أنه ترتيب الذكاء الفكري عند هذه الأمم. وهذا انتقاد وجيه، ولكن أقل ما يدل عليه هذا الترتيب هو مقدار تأثير التربية المدرسية والثقافة الاجتماعية في إظهار ذكاء الأمم

وثمة اختبارات أخرى أجريت على صبيان ولدوا في الولايات المتحدة وآباؤهم من جنسيات مختلفة، وكانت أعمارهم تتراوح بين الخامسة والنصف وبين الثامنة عشرة. وكان هؤلاء الصبيان يتعلمون في المدارس العامة وقد بلغ عدد من اختبر ذكاؤهم ٥٥٠٤ تلميذ، وكانت تربيتهم المدرسية متشابهة بصفة عامة، كما كانوا يعيشون في بيئات متجاورة ومتقاربة الثقافة. وكانوا جميعاً يعرفون اللغة الإنجليزية بجانب لغتهم الأصلية. وقد رتبت نتيجة ذكائهم ترتيباً تنازلياً، فكان الترتيب كما يأتي:

اليهود البولنديون، السويديون، الإنجليز، اليهود الروس، الألمان، اللتوانيون، الأيرلنديون، الكنديون البريطانيون، الروس الخلص، البولنديون الخلص، الإغريق، الإيطاليون، الكنديون الفرنسيون، البرتغاليون. وسأترك للقارئ المقارنة بين هذه النتيجة ونتيجة الاختبارات السابقة لها

هذا وخلاصة القول هي أن علماء النفس متفقون على أن الاختبارات التي أجريت حتى الآن تدل على وجود فروق ذكائية بين الأمم المختلفة. ولكنهم مختلفون في سبب هذه الفروق؟ أهي فطرية جنسية، أم بيئية ثقافية، أم هما معا؟ والجمهور على الرأي الأخير.

عبد العزيز عبد المجيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>