أخرى من الخزانة التيمورية. وكان أحمد تيمور باشا قد أرسل فصوّرها عن نسخة خطية فريدة موجودة في خزانة برلين تحت رقم (١١٠٠)
قرأت الكتاب فأغرتني طريقته ونوادره وأخباره، وما ضم من أحاديث مفقودة وأشعار رقيقة مجهولة، وتراجم شعراء جمعوا بين الرقة والعذوبة فأتوا بشعر منه المطرب ومنه الراقص، فنسخت الكتاب، وعزمت على تحقيقه وفهرسته وشرحه وجمع ما ضاع منه وحفظته الكتب الأخرى، وبدأت العمل منذ شهور وشهور، ووضعت للأديار مخطَّطاَ يبيّن مكان كل منها. على أنى لاقيت في تحقيقه العناء والبلاء، ولا يعرف الجهد إلا من يعانيه، ولن يمضي إلا القليل - إن شاء الله - حتى يكون الكتاب جاهزاً
أول من نوه بالكتاب
وأول من نقل عن هذا الكتاب ونوه به هو السيد حبيب الزيات، فقد أخرج للناس في تموز من عام ١٩٣٥ عدداً خاصاً من مجلة (المشرق) الكاثوليكية في بيروت عن (الديارات النصرانية في الإسلام)، فنقل عنه نقولاً كثيرة وبحث في الديارات ونشأتها وأهلها. ولكنه لم يتجرد في بحثه عن تعصب وافتراء، شأنه في مباحثه التي يديرها حول النصرانية وأهلها وأمورهم في الإسلام. على أنه نوّه بالكتاب وقال عنه: إنه جدير بالخدمة وجدير بالتحقيق
وصف الكتاب
والكتاب يقع في (١٣٥) صفحة فوتغرافية، كل صفحة ضمت صفحتين من صفحات الكتاب الأصلية، فيكون عددها إذن (٢٧٠) صفحة، في كل صفحة - على الغالب - خمسة عشر سطراً، وقد كتبت بخط شديد الشبه بالنسخي، مضبوط قليل الأخطاء، أسقطت منه الهمزات، كما أسقطت منه (التعقيبة) في كثير من الصفحات، وما وضع منها فهو بخط يختلف عن خط الناسخ. وقد سقطت من أوله أوراق كثيرة فيها ذكر ديارات الشام. على أن في ياقوت ومسالك الأبصار نقولاً عن الشابشتي تتعلق بها