وبلغ عدد سكان جبل طارق سنة ١٩٣١: ٢١. ٣٧٢ نسمة لا يحق لأحدهم امتلاك قطعة من أرضها، بل يعيش فيها الجميع بتصاريح خاصة من حاكم المنطقة، ويتضمن هذا العدد العسكريين منهم والمدنيين
بدأت سيطرة إنجلترا عليها سنة ١٧٠٤، وحاولت فرنسا وإسبانيا نزعها منها، ولكن جميع الجهود التي بذلت لم تأت بأية نتيجة. ففي سنة ١٧٧٩ حاصرتها الدولتان، وكان عدد الجنود البريطانية ثلاثة آلاف جندي يقابلهم ١٧ ألف جندي فرنسي وإسباني، واستمر الحصار ستة أشهر خسر فيها المهاجمان عشرة آلاف مقاتل مقابل ٤٠٠ بريطاني، وتوالى عليها الحصار في هذه الحرب مدة ثلاث سنوات وسبعة شهور ولكنها ظلت أمنع حصون العالم
ولا نستطيع أن نتكهن من الآن عن المصير الذي تواجهه فقد صقلت الأسلحة الحديثة إلى حد بعيد، وأصبح من السهل قذفها بقنابل المدافع من كوتا في الساحل الأفريقي، فهي لا تبعد عنه إلا ١٢ ميلاً، كما يمكن ضربها من أسبانيا؛ فإذا حاولت دولتا المحور مهاجمتها فسنرى لجبل طارق تاريخاً جديداً، فقد جهزه الإنجليز بأحدث الأسلحة وأبعدها مرمى، واستعدوا لجميع الظروف من تخزين مؤن وذخائر مما يجعل اقتناصها أمراً بعيد التحقيق
ومنذ سنة ١٧٨٣ لم تحاول أية دولة دخلت الحرب من إنجلترا أن تطمع في مهاجمة جبل طارق أو تنازع بريطانيا العظمى السيادة فيه. ولهذه الصخرة أهمية ممتازة وخصوصاً في الحرب الحالية. في مفتاح البحر الأبيض المتوسط، ويتحتم على كل سفينة تحاول دخول هذا البحر المرور في مياها الساحلية لضيق المسافة بين الشاطئين الأفريقي والأوربي. فإذا حاولت العصيان فإنها تتعرض لقنابل مدافع الصخرة المركزة في أماكن حصينة
حلقة الحصر
ويؤدي جبل طارق في هذه الحرب مهمتين:
الأولى: حبس الأسطول الإيطالي في حوض البحر الأبيض فيتعذر عليه الخروج إلى المحيط لعرقلة الملاحة البحرية، فإن رجال البحرية الإيطالية يعرفون مقدرة الأسطول