وبعدئذ حين تعرف النفس نفسها. . . وترى نفسها. . . تستطيع أن تسأل: من أين هي؟ وإلى أين هي؟ وستعرف أنها من الله وأنها إليه راجعة، كما عرف ذلك كل مؤمن، وكل فنان ألهمه الله فنه. وبعد أن تعرف النفس نفسها تستطيع أن تعرف غيرها. . .
رحم الله الدكتور أدهم مرة أخرى
وإني أعود فأنتهز هذه الفرصة لأنصح شبابنا الحائر وراء المعرفة بألا يغتر بعقله، وبأن يعتمد في المعرفة على خلقه كما يعتمد على تفكيره.
اللهم وفقنا جميعاً، واللهم ارحمنا جميعاً. . . يا أرحم الراحمين يا رب. . . هداك
هل هو انتقام؟
الأستاذ عزيز عيد من أشد الناس صبراً على المكاره، فهو في أوقات المحنة لا يشكو، ولا يكفر بالله، ولا يتملق أحداً، وإنما ينتظر، ويظل ينتظر حتى يأتيه فرج الله من حيت لا يحتسب أو من حيث يحتسب.
ولكن ليس معنى هذا أننا إذا كنا نملك إسعاد الأستاذ عزيز عيد أن نمسك عنه ما نستطيع أن نقدمه إليه لا لشيء إلا لأنه قوي النفس صلب الكرامة.
لقد سمعت أن الأستاذ عزيزاً يفكر في أن يؤلف فرقة صغيرة يمثل بها في الاستراحات التي تتخلل الروايات في دور السينما.
وهذا عمل كان يقوم به الفقير حسن بك، كما كانت تقوم به فرقة الحلو البهلوانية وغيرها، وإذا أقبل الأستاذ عزيز عيد على عمل كهذا فإنه لن يقوم به إلا لأنه رأى مجال الفن قد ضاق عنه.
فهل صحيح أن مجال الفن قد ضاق في مصر عن عزيز عيد، وفي مصر فرقة قومية ترعاها الحكومة وتنفق عليها؟
إن هذا يكون صحيحاً إذا كان أقل فرد من أفراد هذه الفرقة له دراية فنية، وتجربة مسرحية تفوق ما للأستاذ عيد
فهل تستطيع الفرقة القوية أن تدعي هذا؟
إن كل ما يعيب الأستاذ عزيز عيد هو شدة طموحه الفني، فهو لم يخرج من الفرقة القومية في هذه المرة إلا لأنهم عهدوا إليه بإخراج (مجنون ليلى) فأراد أن يكرمها، وطلب من