فإني أحسب أن ذلك خارجٌ عن نطاق ما يسميه (الرقابة الأدبية)، ولا معنى معه للحديث عن السابق والمسبوق.
وثمة بديهية أخرى يعرفها كل من عالج فن القصة دراسةً أو عملاً، هي أن الفكرة الواقعية في القصة غيرُ القصة نفسِها؛ وخاصة حين تكون فكرتها منتزعة من الحياة العامة التي يحسها كل من يتصل بها من أبناء الجيل. ولا حاجة بي إلى تعداد الحوادث التي تقع كل يوم في حياتنا الأدبية العامة مما يصلح أن يكون كل منها موضوعاً لمثل قصة (من أدباء الجيل). وأدع تفصيل ذلك لموضعه من كتاب (الأدب المنحول) الذي أُرجئ نشره حتى تأذن الرقابة الأدبية العامة!
محمد سعيد العريان
من الشعر المنسي لحافظ
(لما أخرجت وزارة المعارف ديوان المرحوم حافظ إبراهيم، لاحظ كثير من الأدباء أن قصائد عدة للشاعر الكبير نسيت فلم تدرج في هذا الديوان؛ وقد نشر بعضهم شيئاً من هذه القصائد في الرسالة الغراء، ويسرني ونحن في الذكرى الثامنة لحافظ أن أذكر للقراء مقطوعة من شعره في وصف الطيارة لم تنشر في ديوانه)
قال رحمه الله:
يجري بسايحة تش ... قُّ سبيلها شقَّ الإزار
وتكاد تقدح في الأثي ... ر فيستحيل إلى شرار
مثل الشهاب انقضًّ في ... آثار عفريت وطار
فإذا علت فكدعوة المُ ... ضْطَر تخترق السِّتار
وإذا هَوَتْ فكما هَوَتْ ... أنثى العُقاب على الهزار
وتُسِفُّ آنة، وآ ... ونة يحيد بها ازورار
فيخالها الرائون قد ... قرَّت، وليس بها قرار
لَعِبَ الجواد أقلَّ لَيْ ... ثاً من قُضاعة، أو نزار