منها العقيدة بالقبور، وسؤال أهلها، والتوجه إليها، وهي عقيدة لا يعرفها الإسلام، بل يعرفها اليونان الأقدمون ويسمونها عبادة الأبطال. ومن شاء فليرجع إلى كتاب تاريخ الحضارة لشارل سينوبوس الذي عربه أستاذنا كرد علي بك وليقابل بين العقيدتين وليقل لي: أماهما من جنس واحد؟
ومنها مسألة السفور، هذه المسألة الاجتماعية الخطرة، التي تعد من الأدواء المعضلة، والعلماء واقفون منها شر موقف، وبيان ذلك أن النساء يمشين نحو السفور بل الحسور والتهتك والعلماء ساكتون لا يعالجون المسألة ولا يحسنون علاجها، فإن تصدي لها مصلح فأحب أن يجد لها دواء، كالسفور الشرعي المحتشم مثلاً - أثاروا عليه العامة، وخطبوا به على المنابر، واتهموه بأنه سفوري مفسد، فإذا كف عن بحثه الإصلاحي عادوا إلى نومهم وتركوا حبل التهتك على غاربه. . . فلا هم يصلحون ولا هم يتركون الناس يصلحون، وأظنهم لا يفكرون في الإصلاح تفكيراً جدياً، وإنما يبتغون الخطوة عند العامة.
ومنها مسألة الطرق الصوفية وما فيها من منكرات.
ومنها خرافات المتصوفة وضلالاتهم كالقول بوحدة الوجود، والقطبانية، وأهل الديوان.
ومنها مسألة المذاهب الفقهية والاجتهاد، والكلام فيها يحتاج إلى فصل بل إلى فصول طوال.
ومنها الرد على الشبه التي يوردها المستشرقون وأمثالهم.
فمن لهذا المسائل إلا أنتم يا سادتنا العلماء؟ من يعالجها؟ من يدرسها؟ كيف تدرسونها وأنتم تحرصون على رضا العامة أكثر من الحقيقة؟
هذه هي المسألة يأيها الأستاذ المدني، ليست محصورة في فائدة الأربعاء ولا فائدة الخميس! فسل إخوانك علماء الأزهر ما هو جوابهم عليها وقل لي، ولك الشكر وعليك السلام.