للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبلغ من قوة الريح أنه ما كان يقف إلا بكل صعوبة، وعلى كل فقد كان شجاعاً، وبعد مسير ثلاث ساعات وصل منزل الطبيب. فطرق الباب.

صاح الطبيب وهو يطل من نافذة غرفة النوم - من أنت؟

- أنا هانس الصغير يا دكتور.

- ماذا تريد يا هانس الصغير؟

- لقد سقط ابن الطحان من أعلى السلم ويرجوك أن تأتي حالا.

قال الدكتور - حسناً وأعد جواده وفانوسه ونزل إلى الطابق السفلي وسار في اتجاه منزل الطحان. وهانس الصغير قد دلف وراءه ولكن العاصفة أخذت تزداد قسوة وشدة، وأخذ المطر يتدفق كالسيل ولم يستطع هانس الصغير أن يرى أين يسير أو كيف يتبع الجواد، وأخيراً ضل الطريق وهام في المستنقع الممتلئ بالحفر العميقة، وهنالك غرق هانس الصغير المسكين.

وفي اليوم الثاني وجد بعض الرعاة جثته طافية في بركة كبيرة من الماء فجاءوا بها إلى الكوخ.

خرج كل الناس في جنازة هانس الصغير لانه كان مشهوراً لدى الجميع وكان الطحان أول المؤبنين.

قال الطحان - وحيث إني كنت أصدق أصدقائه فمن الحق أن أتقدم الجميع، وهكذا سار إلى صدر الحفل في معطف طويل أسود وكان بين الفينة والفينة يمسح عينيه بمنديل كبير

قال حداد حين انتهت حفلة الدفن والجميع في الفندق يشربون النبيذ المعتق ويأكلون الكعك المحلى - بالتأكيد أن موت هانس الصغير خسارة عظيمة للجميع.

أجاب الطحان - خسارة عظيمة لي بوجه التخصيص، لماذا؟ لأني كنت أريد أن أتفضل عليه بعربتي. والآن فأني لا ادري ما الذي افعله بها، أنها دائماً في وجهي في البيت وهي في حالة من العطل لا تساوي معها شيئاً إذا عرضت للبيع، سوف أحتاط بعد اليوم فلا أتبرع بشيء، بالتأكيد إن المرء يضره أن يكون كريماً.

قال فأر الماء بعد تردد طويل - حسنا.

قال العصفور - حسناً. تلك نهاية القصة

<<  <  ج:
ص:  >  >>