للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوشك أن يُسدل على هذه النتائج ستار النسيان، وحاول الإنسان أن يدخل في روعه وقتذاك أن لابد هناك من سر عويص الفهم، ولكنه بمضي أربع سنوات على هذه النتائج أي عام ١٩٠٩ أقدم العالم ستيب على تجارب غذائية لها قيمتها، فهيأ لمجموعة من الفيران غذاء طبيعياً - غير صناعي - عادياً يحتوي على جميع المواد الغذائية اللازمة، قد نُقع قبل تقديمه لها في الكحول والإثير، وانتهت هذه التجربة أيضاً بهلاك الحيوانات.

استنتج ستيب من هذا أن وجود جميع المواد الغذائية الأساسية وحدها لا يكفي لحفظ حياة الحيوان عند غياب مواد أخرى ربما تكون تلك التي تأثرت في تجربته عند معالجة الطعام بنقعه في الكحول. لم تتحسن الحال عن ذي قبل حتى بظهور نتائج ستيب في الميدان بجوار نتائج بونج، وخالج الإنسان الشك حتى امتعض من هذا الاهتمام الزائد الذي يقوم حول تغذية الفيران

اتجه الاهتمام بعد ذلك إلى إجراء هذه التجارب على الحيوانات المنزلية النافعة فقام بابكوك الأمريكي (الذي تتلمذ على يد العالم الجليل ليبج الألماني) بدوره في هذا المضمار. ففي إحدى محطات التجارب الزراعية التابعة لجامعة ماديسون أتى بمجموعتين من الأبقار أطعم أولاها القمح الخالص والثانية الذرة. ففي بحر السنة الأولى ظهر على نتاج المجموعة الأولى الضعف وعدم تهيئتها لأسباب الحياة بينما لم تظهر على أمهاتها أعراض مرضية ذات بال. أما نتاج المجموعة الثانية فلم يلاحظ عليها شيء وكانت صحيحة قوية، فحمل هذا على الاعتقاد بأن الذرة لابد تحتوي على مواد مجهولة تلزم للحياة.

وقد لا تتهيأ لكل عالم هذه الظروف الحسنة التي هُيئت لبابكوك الأمريكي في إجراء تجاربه الكثيرة التكاليف، فاكتفى الكثير من علماء التغذية بتجارب أقل نفقة في البلاد الأخرى، فقام في النرويج البحاثة آرل هولف بإجراء تجاربه على الخنازير، فقدم لها غذاء واحداً لا يتغير من الحبوب النباتية فتأثرت به وظهرت عليها عوارض تضخم المفاصل وإدماء اللثة وسقوط لحمها، ولكنه أضاف بعد ذلك إلى الطعام نفسه بعض الدرنات كالبنجر، فزالت تماماً هذه الأعراض وانعدم ظهورها في الحيوان.

جاءت هذه النتائج مدعمة لبيانات الفسيولوجي هوبكنز الذي سبق ذكره والذي أعد لفيرانه غذاء خاصاً مكوناً من النسب المعروفة اللازمة من المواد الزلالية والدهنية والنشوية النقية

<<  <  ج:
ص:  >  >>