سهلاً، وتنسب جميع الظواهر الطبيعية إلى تدخل الأرواح والآلهة، ويسيطر على المدارك الكسل والخمول، وتنفر الأفكار من البحث العلمي، وترغب عن التأمل الفلسفي - في مثل هذه الشعوب ترى اللغات سهلة المأخذ، ساذجة الدلالة، ضحلة المعاني، قصيرة الجمل، قليلة الروابط: تضع أجزاء الجملة وفقرات العبارة بعضها بجانب بعض، معتمدة في بيان وظيفة الألفاظ والجمل وعلاقة كل منها بما عداه على الذكاء المخاطب وسياق الحديث وترتيب المفردات. . . وما إلى ذلك؛ والروابط التي تشتمل عليها قليلة العدد، غير متنوعة المعنى، يرجع معظمها إلى علامات تدل على العطف وما شاكله. وفي الشعوب الهندية الأوربية حيث ينشط التفكير، ويعمق الإدراك، ويدق البحث، وتتجه العقول إلى التأمل الفلسفي، وتميل إلى تفسير ظواهر الكون والمجتمع الإنساني تفسيراً علمياً يربطها بأسبابها وقوانينها العامة - في مثل هذه الشعوب تكثر في اللغات الألفاظ الدالة على المعاني الكلية، والتراكيب المعبرة عن الحقائق العامة، وتغزر أزمنة الأفعال، وتطول الجمل وتتعدد أجزاؤها، وتتنوع الروابط وتختلف دلالاتها فتتسع للتعبير عن دقيق الوجدان، وعميق الإدراك، وحقائق الفلسفة والعلوم.