وتلامذة الإلزام ولكل فئة من هؤلاء منهج ونظام، ثم الحقل والعمال والمخازن والآلات و. . . مما ينوء بالعصبة أولي القوة. ولكن الشغف بالشيء يعمي عن الحقيقة البينة.
الإصلاح:
إن نشر التعليم الزراعي بأقل التكاليف وأبسط الطرق هو المبدأ الذي وضعته أمام عيني حين أخذت نفسي - بادئ ذي بدء - بنقد هذا التعليم. وهذا المبدأ يستطاع تحقيقه بتنفيذ عملين معاً.
العمل الأول: أن تصير سنوات الدراسة في المدارس الإلزامية خمساً وتلحق بكل مدرسة قطعة أرض صغيرة تقسم إلى خمسة أقسام لكل فصل قسم يزرعه نوعاً أو أنواعاً من المحاصيل الزراعية أو الخضراوات حسب تقسيم المنهاج. وهذه القطعة يزرعها التلاميذ بأنفسهم لا يساعدهم أحد إلا أن يكون للتدريب والتوجيه ليشهدوا ويعملوا بأيديهم تحت إشراف مدرس من خريجي المدارس المتوسطة. أما الماشية التي يحتاجون إليها فيستطيعون الحصول عليها من أحد أعيان الناحية أو من عمدة البلدة. ويقوم التلاميذ على حساب الإيرادات والمصروفات، ويكلفون بجمع الحشرات المختلفة ويتعلمون (سورة الفدان). وهكذا يستطيع التلميذ أن يتعلم فن الزراعة وفلاحة البساتين ومبادئ الكيمياء الزراعية وعلوم الحيوان والنبات والحشرات ومساحة الأراضي في صورة بسيطة. ولا ريب عندي أن التلاميذ يستطيعون بجدهم أن يسددوا إيجار قطعة الأرض الملحقة بالمدرسة، وبذلك لا تخسر الوزارة شيئاً في حين قد كسب الوطن أشياء كثيرة.
وهذا عمل تقوم به مراقبة التعليم الإلزامي في سهولة، وفي غير إرهاق.
ولتمام فائدة هذا العمل ينشأ في كل مركز معمل ألبان وآخر للصناعات الزراعية يقوم عليه طائفة ممن أتموا مرحلة التعليم الإلزامي ويبتغون الزيادة: يشترون المواد الخام، ويبيعون المنتجات، ويحسبون الأرباح والخسائر بأنفسهم.
العمل الثاني: أن ينشأ في كل قرية أو عدد من القرى المتجاورة مكتب إرشاد يشرف عليه أحد خريجي كلية الزراعة.
ويكون رئيس هذا المكتب هو رئيس مدرس الزراعة بالمدرسة الإلزامية، وحلقة الاتصال بينه وبين المباحث الحديثة، فهو يبلغه النشرات الجديدة، وما يطرأ على فن الزراعة من