المنصورة وطن الشعر والخيال) في عدد الرسالة رقم ٣٧٨ ما يلي:
(بعد ساعة واحدة من الشروع في كتابة هذه السطور آخذ طريقي إلى المنصورة وطن الشعر والخيال؛ فهل تلقاني المنصورة بالضم والعناق وهي كناس الحور العين؟)
واستطرد الدكتور فعرج على بعض ذكرياته إلى أن ذكر الجهود الشاقة التي بذلها أدباء الطليعة في مصر (الستة أو السبعة كما كتب الأستاذ الزيات منذ ثلاث سنين في عدد مضى بالرسالة) حتى وصلوا إلى السيطرة الأدبية، ثم قال:
(وقد رجعت من المنصورة بعافية لأني لم أبت فيها غير ليلة واحدة؛ فلم يتسع الوقت لعقابيل الوجد حتى تجرب حظها في القدرة على تجريح قلب تكسرت فيه النصال على النصال).
ثم استطرد الدكتور فذكر ما لقي بالمنصورة وما فعل. والذي يقرأ هذا الكلام يرى بعضه يناقض بعضاً إذ كيف يقول الدكتور في أول المقال إنه سيأخذ طريقه إلى المنصورة بعد ساعة واحدة من الشروع في كتابة تلك السطور ثم يعود بعد كتابة عمود واحد فيقول إنه رجع من المنصورة بعد أن أمضى بها ليلة واحدة. فالمعنى لا يمكن أن يستقيم إلا على فرض كون الدكتور قد كتب بعض مقاله قبل أن يأخذ طريقه إلى المنصورة ثم عاد فأتمه بعد رجوعه منها أي بعد يوم كامل على الأقل. وبفرض حدوث هذا فهلا كان واجباً أن يشير الدكتور إليه ليمنع اللبس وليستقيم المعنى.
لعل الإسراع في الكتابة إلى جانب احتمال أن يند بالقلم - كما يقول الدكتور تعليقاً على من أخذ عليه فتح كلمة (سجية) في بيت الشعر المشار إليه هناك - يمكن أن يشرد بالذهن مما نود دائما أن ننزه عنه قلم أديبنا الكبير الدكتور زكي مبارك.