ولكي يقوى على حمل ذلك الحجم العظيم تكون له هيكل داخلي (الخشب) ليحفظ قوامه من فعل الرياح
أما الحيوان فقد سلك طريقاً آخر لم يجتهد في تحوير نفسه لتكوين غذائه (ولربما اجتهد ولم يفلح) ولكنه طمح إلى أخذه قهراً ممن هو قادر على تكوينه وهو النبات فتركز جسمه ليشغل حجاً صغيراً يمكنه من الوصول إلى غايته وتحورت أجزاؤه إلى أعضاء للحركة تمكنه من الانتقال من مكان إلى آخر. وتناسبت أعضاؤه الداخلية لكل هذه التحورات حتى تقوم بأصلح ما يمكنها القيام به
وتحورات النبات عديدة جداً شملت كل عضو من أعضائه ولكني سأقتصر على ذكر أهمها بالأجمال
نشاهد النباتات التي تعيش على الأرض تختلف عن مثيلتها التي تعيش في الماء، ونسمي الأولى أرضية والثانية مائية، والنباتات الأرضية تختلف باختلاف أنواع الأراضي التي تنبت فيها، فمن صحراوية إلى صخرية إلى تلك التي تنبت في أرض خصبة. ثم إن نباتات المناطق الحارة تختلف عن نباتات المناطق المعتدلة
فنباتات الصحراء مثلا كونت لها جذوراً امتدت امتدادا عظيماً حتى يمكنها أن تجمع ما يلزمها من الماء والغذاء. وضمرت أفرعها وأوراقها لتقتصد بقدر الإمكان ما تفقده من الإسراف في ماء النتح ولقد تحصن بعض النباتات الصحراوية بشكل آخر إذ كون له مخازن مائية يملؤها وقت الكثرة ليتصرف فيها حين الضرورة والقلة، وعلى العكس من ذلك تحورت النباتات المائية لأنها محاطة بغذائها فاضمحلت جذورها لعدم الحاجة إليها وتكاثرت أفرعها على قدر غذائها، وتوسطت بين هذين - النباتات التي تعيش في الأراضي الخصبة إذ تناسبت أجزاؤها امتداداً وترفعاً
أما تأثير الأجواء فله أهمية عظمى في تكييف النبات جملة وأعضائه خاصة. ولقد كان انقلاب الجو وتغييره في الأزمان الغابرة سبباً من أسباب انقراض الكثير من النبات كما كان سبباً في تكاثر بعضها الآخر
سلك الحيوان مسلك النبات وتبعه أينما حل وانتشر في مختلف البقاع وتكيف حسب بيئته. وأهم أعضائه التي تأثرت أعضاء التنفس والحركة. فأعضاء التنفس يمكننا القول إجمالا