للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

٦ - الشخصية البارانوياوية: تمتاز بإساءة الظن بالناس وتوقع الشر منهم وبهواجس اضطهادية منظمة، وتنطوي على كفاح إيجابي بين الذات والبيئة

٧ - الشخصية الشيزية وتمتاز بالانزواء عن الناس والأنانية وانقطاع التعامل مع البيئة. وينتسب إليها كثيرون من الفلاسفة والأدباء. وتنطوي على كفاح سلبي بين الذات والبيئة

تبرز في كل إنسان (طبعي) ناحية أو أكثر من هذه النواحي الشخصية. والواقع أن شخصياتنا تتكون من خليط متفاوت من هذه الوحدات الشخصية، وكلما ازداد تعدد جوانب الشخصية ازداد تعقدها وتعددت أمانيها

وأكثر الشخصيات التجاء إلى الانتحار الشخصيات القلقة والبارانوياوية؛ أما أكثرها ميلاً إليه فهي الشخصيات الملانخولية والقلقة والبارانوياوية وأحياناً الشخصيات الوسواسية

وكثيراً ما يحول الخمول المستحوذ على الملانخوليين وضعف الإرادة المتسلط على الموسوسين دون قتل نفوسهم. وإن أول ما يفكر فيه البارانوياويون هو الانتقام من الناس فيقتلون الزعماء والعظماء بسبب الهواجس الاضطهادية، غير أنهم ينتهون إلى التماس الانتحار إذا غلب عليهم اليأس. ويندر أن يلجأ الهستيريون إلى الانتحار، لأنهم يحبون أنفسهم حباً أنانياً ويحرصون على سلامة أنفسهم

يقول فرويد في صدد الانتحار (إن السادية هي التي تحل مشكلة النزعة إلى الانتحار. وقد أظهر التحليل أن الذات تعمد إلى الانتحار عندما تنصب عليها طاقة موضوعية، وحينئذ تعالج الذات نفسها كموضوع أي أنها توجه العداء الذي كان موجهاً إلى موضوع ما إلى نفسها)

إن الشخص الذي يميل إلى الانتحار شخص مريض، وهو في حاجة إلى العلاج النفسي ككل مريض بمرض عصبي، فمتى ما حلت المعقدات النفسية وجب إعطاء المريض علاجاً عضوياً كالغدد الصماء والفيتامينات والأملاح المعدنية وغير ذلك لاستعادة النشاط الذهني

ويتصف الراغب في الانتحار ككل مريض بمرض عصبي بالمبالغة في الطموح وشدة الحساسية والتماس الأماني البعيدة المنال دون جهد، والعناد والأنانية

والسبب في أن كثيرين من كبار المفكرين يعمدون إلى الانتحار هو تعدد جوانب

<<  <  ج:
ص:  >  >>