البارودي وصبري وشوقي وحافظ وولي الدين والزهاوي وشكري والمازني قد خلت دووانيهم من شعر الزواج الشخصي
ولا تثريب على كل شاعر عزب
أما البارودي فقد تأهل مرتين فلم يستقبلها بالقريض ولم يترنم بالزوجتين بعد ذلك. ولكنه رثى الأولى رثاءً كأنه غزل حزين وكانت الوفاة بمصر والمرثاة بسرنديب. وهذه أبيات مجموعة منها:
لا لوعتي تدع الفؤاد ولا يدي ... تقوى على رد الحبيب الغادي
كم بين عاديٍّ تملي عمرَهُ ... حقباً، وبين حديثةِ الميلاد؟
سر يا نسيم فبلغ القبر الذي ... بحمى الإمام تحيتي وودادي
لا تحسبيني ملت عنك مع الهوى ... هيهات، ما ترْكُ الوفاء بعادي
وأما الأستاذ المازني فحين كان ينظم لم يكن لقرينته نصيب من نظمه، فلما هجر الشعر كان لها من نثره أكبر نصيب؛ وكان النظم والتناول الشعري أولى بهذا الحديث! وهو مع هذا يقول عن نفسه: (. . . ومن متناقضاتي أني على حيائي أراني في كثير من الأحيان ثقيل الصراحة)
أستطرد من هذا إلى علمين من أعلام الأدب هما الدكتور هيكل باشا والدكتور طه بك، فهما وإن لم يطرقا الموضوع فقد طرقا هامشه طرقاً خفيفاً. ذلك أن الدكتور هيكل تحدث عن قرينته في كتابه (ولدي)، وأن الدكتور طه قال عن قرينته يخاطب كريمته: (لقد حنا يا بنتي هذا الملك على أبيك فبدله من البؤس نعيما، ومن اليأس أملاً، ومن الفقر غنى. ومن الشقاء سعادة وصفواً) وذكر كيف تعرف إليها وكيف كان أثر صوتها في نفسه
ثم أعود إلى حديث الشعر فإني قرأت قصيدة (ليلة الزفاف) للأستاذ إبراهيم العريض، وهي قصيدة (من وراء الستار) كما قال فإنه فصل فيها تفصيلاً ختمه بقوله: (فضمها شوقاً لأحشائه)
ثم قرأت قصيدة (عيد ميلاد سعيد) للأستاذ العوضي الوكيل قال فيها:
يا زوجتي، يا هواي، يا أملي ... قلبي بمعنى سناك محشود
من منذ عشرين غير واحدة ... ومعدن الفن فيك موجود