للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحبسها فانطلقت تصخب وتشتم وتنادي بالويل والثبور - إذا فعلت ذلك كنت في نظري بطلا من أبطال العزيمة وقوة الاحتمال. على أنك لو فعلت ذلك لم يمسسني منك أذى وان بلغت في ثورتك مبلغاً مخيفاً، لأني قد توقعت مثل ذلك فأخفيت نفسي حتى لا تتحرج فيما تفعل، فلعلي إذا أظهرت لك شخصي بدوت لك صديقاً أو ممن يمتون إليك بسبب فتجاملني أو تكظم غيظك عليّ، فيكون في ذلك أذى لك لا أرضاه. فافعل ما بدا لك أيها القارئ. ولا تتورع فان أحجارك أو سهامك لن تصل إليّ).

ذلك ما بدأ به المؤلف الفاضل مقدمة الرواية، ومن وراء سطوره كما ترى إغراء بالقراءة. وتحريض على النقد. وعتاب ساخر لمن يقول في الشيء بغير علم. ويحكم عليه من غير خبرة.

فإذا علمت بعد هذا انه لم يعرض روايته في السوق، وإنما أهدى ما طبع منها إلى الأصدقاء والأدباء ازددت يقيناً بأنه لا يريد غير محاكمة المذهب، وسواء بعدها أكنت له أم عليه.

على ذلك نصارح الأستاذ برأينا في الشعر المرسل، ونحن أشد ما نكون اطمئناناً إلى رضاه، ووثوقا بحسن ظنه.

لقد قرأت الرواية وحاولت أن أوفق بين شعرها المرسل وذوقي المقيد فلم أفلح. فالأبيات تطربني بأجزائها المتسقة، وألفاظها المختارة ومعانيها السامية. ولكن أواخرها النواشز تتناكر مع الطبع والسمع فتذهب بحلاوة سياقها وعذوبة موسيقاها. اقرأ معي قوله في الفصل الأول ص١٤

شيرين:

جئت حينا هنا، فألفيت أرضا ... غير ما اعتدت إذ تكون بجنبي

كان لون الزهر غير بهيج ... وخرير الماء غير جميل

وقوله في الفصل الثاني على لسان خسرو ص٤١

خسرو:

لا أرى في الأنام أحرى بسخر ... من معنى بكاذبات الأماني

من يكن همه التماسا لرزق ... لم يجد في طلابه أسقاما

<<  <  ج:
ص:  >  >>