حين يختلف مع الحزب الذي ينتسب إليه؟ وما أخلاق الإنجليز في مصاولاتهم الحزبية؟
فإذا ألم الطالب بهذه المشكلات كان من واجبه أن يدرك كيف يختلف الأحزاب حول السياسة الخارجية، والسياسة الإمبراطورية، والسياسة الاقتصادية والاجتماعية، وأن يعرف كيف تتكون لجان الأحزاب، وكيف تسيطر على الجمهور للظفر في ميادين الانتخابات
كلمة ختامية
قرأت كتاب حافظ عفيفي في ثلاث سهرات، ولم أجد في استيعابه أي عناء، لأنه مفصل أجمل تفصيل وبأوضح أسلوب، ولكن يخيل إلي أن الطلبة لن يدركوا مراميه في مثل الوقت الذي راجعته فيه، لأني على أرجح الأقوال سبقتهم إلى الدنيا بأعوام قصار أو طوال، وللتجارب تأثير في إدراك أمثال هذه الشؤون
فإلى أساتذة السنة التوجيهية أسوق الاقتراحات الآتية:
أولاً: يجب (إن أمكن) أن يحضروا مع تلاميذهم بعض جلسات مجلس النواب ومجلس الشيوخ ليمكنوهم من تصور الحياة الدستورية، وإلا فمن واجبهم أن يقرأوا معهم بعض (المضابط) التي تسجلها (الوقائع المصرية)
ثانياً - من السهل جداً أن يحضروا مع تلاميذهم بعض جلسات المحاكم الأهلية والشرعية ليعطوهم فكرة واضحة عن نظام القضاء
ثالثاً - ليس من الصعب أن يزورا مع تلاميذهم بعض البنوك ليروضوهم على تصور المعضلات الاقتصادية
رابعاً - من واجب المدرسين أن يطلعوا تلاميذهم على ألوان الصحافة وأنظمة الأحزاب ليعلموهم كيف تساس الجماهير في مختلف البلاد
خامساً - في أسبوع واحد يستطيع المدرسون أن يزوروا مع تلاميذهم معاهد التعليم في مراحله المختلفات، ليطلعوهم على الأساليب المعروفة في تكوين الأذواق والعقول
سادساً، وسابعاً، وثامناً، وتاسعاً. . . (؟!) إلى آخر الاقتراحات التي يراد بها أن يفهم المدرسون أن سطور الكتاب منقولة عن سطور الوجود، وأن المدرس الحق هو الذي ينقل تلاميذه إلى آفاق المشاهدة والعيان، ليهديهم سبيل الفهم الصحيح
وعندئذ لن يكون من الصعب أن يقرأ الطلبة كتاب حافظ عفيفي في حدود طاقتهم الفكرية