ولقد توقعت أن نقدي سوف لا ينشر في الثقافة وكان السبب الأول لهذا أني وجهت بعض اللوم لحضرة الأستاذ أحمد أمين لأنه نشر في مجلته ألفاظاً وعبارات كتلك التي وجهها حضرة الأب إلى الدكتور جورجي صبحي وهو له زميل في الجامعة وأستاذ مثله فيها، ولأنه قبل أن ترمى الجامعة المصرية التي هو أحد أساتذتها وعميد كلية الآداب فيها بأنها فقدت شيئاً كثيراً من حسن سمعتها، وأنها تروج إفساد اللغة العربية وأنها تثبت الألفاظ المشبوهة!!
ولئن كبر على حضرة الأستاذ أحمد أمين أن يوجه إليه هذا النقد من كاتب، وعسر على نفسه أن ينشر هذا اللوم في الثقافة، فما كان أجدره أن يهذب نقد الأب ويطلب منه أن يرفع منه تلك الأقوال الثقيلة الجارحة، ولكنه قد أجاز نشر كلمات الأب ورضى بأن يحكم على زميل له في الجامعة أن يدفع غرامة مالية وأن يسجن تلقاء نشره كتاباً قديماً مشوه الأصل، فكيف لا يرضى لنفسه أن يلام وأن يوخز وخزة واحدة تلقاء ألف وخزة نال بها من أستاذ زميل له في الجامعة؟
وبأي حق يطلب الأستاذ مني ألا أعرض بالأب أنستاس ما دام قد أجاز للأب نفسه أن يعرض برجل من أفذاذ المصريين؟ أحرام علينا أن نعرض بالأب، حلال للأب وللأستاذ أحمد أمين أن يعرضا بالدكتور صبحي؟ ومن ذا الذي أعطى حضرتيهما هذا الحق وجعلهما فوق التعريض واللوم ما دام قد أجازاه لنفسيهما؟
فإلى جمهرة أهل الأدب عامة وإلى حضرة الأستاذ محرر الرسالة خاصة، أحتكم وأطلب الحكم، وآمل أن أنصف وأن ينصف معي الدكتور صبحي بك فينشر نقدي في الرسالة في العدد الذي يتلو العدد الذي تنشر فيه هذه الكلمة إحقاقاً لحق لا ينكره علي وعلى الدكتور صبحي إلا جرئ على حقوق الناس