صاحب (الحديث) - الكثيرين من كبار الأدباء والمفكرين في الشرق العربي للمساهمة في ذلك العمل النبيل. وكان المنتظر أن يكون أول المجيبين لتلك الدعوة الأدباء الذين قدّم لهم الفقيد الخدمات الأدبية الخالدة. وهل ينتظر فناننا المصري توفيق الحكيم من يكتب عنه أمثال تلك الدراسة التي كتبها عنه الدكتور أدهم وصدر بها عدد خاص من مجلة الحديث، تلك الدراسة التي لم تخدمه فقط بل خدمت القصة المصرية جمعاء لعرض تاريخ كتابها كمقدمة للكتابة عن الفنان الحائر توفيق الحكيم. ولا يسعني أيضاً إلا أن أعجب من موقف الدكتور طه حسين الذي لم تلفته وفاة الدكتور أدهم لكتابة كلمة وفاء لذكراه التي إن لم تكن خالدة بالنسبة لما قدمه لأدبنا فهي خالدة لما قدمه من دراسة وافية عن الدكتور. وليسمح لي الأستاذ الكبير الزيات بأن أعرض عرضاً سريعاً لمواد ذلك العدد من الحديث. ومجلة الحديث قبل كل شيء مجلة تخدم الفكر الحر وتعمل في نهضة أدبنا الحديث بجد وإخلاص، إلا أن ظروف الحرب قد اضطرتها كما اضطرت غيرها من زميلاتها في الشرق العربي إلى أن تنقص من كمِّها بدون أن يؤثر ذلك على كيفها. وقد ظهر ذلك في العدد الخاص بالدكتور أدهم لمن يعرف الحديث قبل ذلك، وزين العدد بصورة للفقيد وقت تخرجه من جامعة موسكو، كما صدر العدد بكلمات قصيرة لبعض كتاب العربية من أمثال المرحوم الرافعي والأستاذ الزيات والأستاذ سلامة موسى والدكتور أبي شادي. وتأتي بعد ذلك كلمة وافية لمحرر المجلة الأستاذ سامي الكيالي تتبع فيها الفقيد في جميع أدوار حياته كما كتب الأستاذ صديق شيبوب عن ذكرياته مع الدكتور أدهم. وأودع صديق الفقيد الشاعر حسن كامل الصيرفي عصارة قلبه المكلوم قصيدة من أروع شعره الرمزي الطليق الخيال. وقد تناول الأستاذ محمد عبد الغني حسن أسلوب أدهم بالتتبع والنقد. وثم كلمة أخرى للأستاذ السحرتي المحامي. وعداها لا توجد كلمات أخرى لكاتب مصري غير كلمتي عن (أثر الرياضيات في حياة أدهم الفكرية والعملية) لا العلمية كما وقع خطأ في المجلة. وما كنا ننتظر ذلك من أدباء مصر ولا كانت تنتظره مجلة الحديث فقد كاتبني الأستاذ سامي الكيالي متأسفاً (لتقاعسهم) عن أداء الواجب عليهم.
وقد ختم العدد بمقال لشقيق الفقيد تحت عنوان (مع أخي في فترات حياته).
وغير هذه المقالات التي نشرت مقالات أخرى ضاق العدد عن نشرها فاضطر المحرر