للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجامعة على أن الجامعة دون سواها هي موطن البحث العلمي، ومن جانب الأزهر على أن الأزهر يشارك الجامعة في هذا العمل. وبينما يعلل (الجامعيون) دعواهم باستقلالهم في التفكير في البحث - عن التقليد وما ورد من الثقافة الموروثة - إذ بكثير من الأزهريين يلجأ في تعليل المشاركة إلى نظام الكليات والتخصصات في الأزهر، وهو نظام جامعي. وكما يؤخذ على الفريق الأول عدم الدقة في تحديد معنى الاستقلال في التفكير، يؤخذ على الفريق الثاني التعليل بالشكليات. ويجب على الفريقين أن يجاوزا هذا ويحتكما إلى عمل الأستاذ نفسه.

ولكن ليس من السهل علينا نحن الأزهريين أن نحتكم إلى الأستاذ. وبالأخص إلى عمل النخبة من أساتذتنا، إلى عمل جماعة كبار العلماء - وهم أساتذة الأساتذة - لأن من العسير أن يطلع أجنبي عنهم على ما لهم من (رسائل) ومن هنا يصعب تقدير عملهم من الوجهة الفنية

والحكم على عملهم من عناوين رسائلهم فحسب لا يخلو من نقص. فعناوين كثير من رسائلهم وإن احتملت أن مضمونها جمع لمنثور أو اختصار لمطول أو لمعالجة مفككة لمسائل تافهة أي لا تشتمل على عمل علمي بالمعنى الصحيح، إلا أنها في ذاتها قد تكون - مع احتمال آخر - أبحاثاً مؤسسة على استقلال في التفكير ونوع من النقد العلمي.

فإلى أن تنشر رسائل جماعة كبار العلماء فينا - لأن عملهم وحده أمام التاريخ وأمام الحكم العدل هو الأساس الذي يبنى عليه الآن التقدير والاعتراف أو عدم الاعتراف بشخصية الأزهر العلمية - يجب علينا نحن الذين لم يصبحوا بعد من جماعة كبار العلماء، إما أن نسعى في أن نطلع غيرنا على أبحاثنا الشخصية، وبذا نكون علماء، أو نعمد إلى تناول عمل الجامعيين بالنظر العلمي فنؤمن بما يدعونه أو ندلهم على موضع الدعاية فيه

ومتى تنشر هذه الرسائل؟. . . علمه عند الجماعة نفسها!

محمد البهي

مدرس علم النفس والفلسفة

بكلية أصول الدين

<<  <  ج:
ص:  >  >>