شيء على النية التي هي أساس الدين الإسلامي، وكانت حملة موفقة كل التوفيق فقد ظهر عليهم، ولا غرو فسلاح المرء يقينه
هذا الفصل من الكتاب هو في ظني البحث العلمي الفريد المبني على الدراسة الدينية المستنيرة المدعمة بالحجج الدوامغ، فليت الطلبة يولونه أكبر همهم، ويدرسونه دراسة تثبت وتفهم، ففي دراسة مثل هذا الفصل تنوير لأذهانهم وتعويدهم الصبر على مكاره العلم والقدرة على تخريج الأحكام الصحيحة من الاتجاهات المختلفة
هذه ملاحظاتنا على مباحث الكتاب. ولنا ملاحظات أخرى لغوية تعرض لها الأستاذ أبو بكر بالنقد:
فقد أخذ على المرحوم قاسم بك في كتابه استعماله كلمة (الأهالي) بدل الأهلين جمعاً لكلمة (الأهل). وليس جمع الأهل على الأهالي خطأ. وقد ورد هذا الجمع في الجزء الأول من كتاب (أساس البلاغة) - وهو من مراجع اللغة المهمة - في مادة (أهل)
وخطأه الأستاذ في استعمال كلمة (عائلة) مكان (أسرة) وعندي أن الرفق خير من العنف وأننا نخدم اللغة وأهاليها بقبول الكلمات التي نجد لها وجهاً خصوصاً إذا كانت متواردة على الألسنة والأقلام منذ عهد طويل
ويخيل إليَّ أن الأستاذ الكبير حكم عليها بعدم الاعتبار لأنه لم يجدها في كتب اللغة مع أن المعاجم لا تذكر المشتقات.
وأذكر أن أستاذنا الجارم بك كان يلقي منذ سنتين محاضرات عن طريق المذياع في موضوع الأغلاط الشائعة في العربية فورد على لسانه ذكر هذه الكلمة (العائلة) فأظهر غيظه وتبرمه من محاربة المعلمين لهذه الكلمة الجميلة البليغة ومطاردتها من كراسات التلاميذ مع دورانها على الألسنة والأقلام أمداً طويلاً، فقد ذكر أنه وجد هذه الكلمة في شعر شعراء الدولة الأيوبية (وإن كان نسى أن يعطينا بيتاً نسكن به الثورة الدائرة حول هذه الكلمة)!. . .
ومما أذكره في تخريج الأستاذ الجارم بك لهذه الكلمة قوله:
إن عائلة وزن فاعلة مشتقة من عال يعيل إذا افتقر؛ فعائلة بمعنى مفتقرة، وزوج الرجل وصغاره مفتقرون إلى من يعولهم ويمونهم - عال الرجل أهله كفاهم ومانهم وأنفق عليهم،