كأنما قدر أن السيدة ستجيبه، وقد ناداها: تعال اعطف على حالي. . .
وانتهى الجندي الفخم الباسل من أغانيه، وانتهت بنا السيارة إلى حيث نقصد، وأتممت طريقي حتى صعدت إلى بيتي وما تزال صورة ذلك الجندي وما يزال صوته وما تزال أغنيته الذليلة في خيالي وفي صماخ أذني وفي ضميري
ولقيني من مسكني صوت الراديو بأنغام الموسيقى، ثم استفتحت وجلست أستريح وأستمع حتى انتهى العزف، وأعلن المذيع يقول:
سمعتم سيدات وسادتي فرقة موسيقى (الجيش المصري) تعزف لكم بعض القطع الموسيقية والأغاني المنتخبة وهي:
كذا. . . وكذا. . . وكذا. . . وأخيراً دور:
(غرامك علمني النوح. . .!)
ألا ترى - أيها القارئ - أنني وركب السيارة كنا ظالمين حين نظرنا إلى ذلك الجندي المغني تلك النظرات؟