للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهذا القياس أصلح منه وأقوى لغة وأدباً وعلماً كما هو الواقع، يزين كل هذا تواضع واعتراف بأن هذا أمر لا يعرفه إذا لم تكن له به سابقة علم، بينما يعبر المرصفي بقوله: (كذب المبرد في هذا)، و (المبرد في هذا كاذب) دون تورع عن هذا التعبير الجاف الجافي

إن الأستاذ السباعي لم يقل عن المرصفي إلا أنه كان يملكه الغرور؛ والمرصفي ذاته يسجل على نفسه هذا في كل ما كتب خاصة في مقدمة (رغبة الأمل وأسرار الحماسة)، وكأنه لا يعترف لأحد سواه بعلم من المتقدمين أو المتأخرين

والأستاذ السباعي في حديثه عن المبرد وما يتصل به إنما يصدر في ذلك عن دراسة بعيدة الأمد؛ فهو قد كتب (تهذيب الكامل) من أكثر من عشرين سنة؛ ثم كانت طبعته الأولى سنة ١٩٢٣. فهل يستطيع الزميل أن يريني مظاهر الأستاذية بعد أن يعلم أن الطبعة الأولى من رغبة الأمل كانت سنة ١٩٣٠، وأن فهارس الكتاب وعناوينه تتفق إلى حد كبير مع تلك التي كان أستاذنا السباعي أول من نظمها في كتابه الذي سبق كتاب المرصفي بنحو سبع سنين. أم أن الأمر لا يعدو أسبقية الزمن فيحكم الزميل بهذه الأستاذية في سذاجة سطحية

إن الكمال العلمي لا يهتم كثيراّ بالتوافه، وإن السماحة الفكرية في دار العلوم تسمح بكل شيء إلا التهجم والنيل المستور بستار من الغيرة أو الحماسة للعلماء

عبد الرحمن أيوب

جائزة بابا نويل

ذكرتني مقالة (ذوي السلطان) في بعض أعداد الرسالة الأخيرة بعظيم آخر من المتعاقلين المتعالين كنت مرؤوساً له يوم نشرت ترجمتي لأقاصيص طاغور، وقد أهديت نسخة منها إليه بمحضر من بعض أصدقائه

قال وهو يتعالم: (طاغور هذا رجل عظيم)

قلت: (هو ممن حازوا جائزة نوبل)

وما كدت ألفظ بكلمة نوبل حتى بدت عليه علائم خيبة الأمل فيّ وقال في صوت شديد الدلالة على الأسف: (أو أنت أيضاً تنطقها بالباء)

قلت فما صحتها أفادنا الله بعلمك؟ فقال هي جائزة بابا نويل وقد حذفت كلمة بابا على سبيل

<<  <  ج:
ص:  >  >>