والسبب في ذلك ظاهر، وهو أن هذه كلها (عوائد) للعمران والأوان، و (العوائد) إنما ترسخ بكثرة التكرار وطول الأمد، فتستحكم صبغة ذلك، وترسخ في الأجيال)
فهذه (العوائد) التي طولنا الكلام فيها أو عليها هي من جموع العادة والسلام.
(* * *)
بشر بن عوانة
قالت جريدة المكشوف البيروتية في مقال نشرته في العدد (٢٨٣) بعنوان (شاعر جاهلي غير موجود يعيش ألف سنة): إن الأستاذ بطرس البستاني صاحب كتاب (أدباء العرب) كان فيما تعلم أول من أنكر وجود بشر بن عوانة، وأظهر أنه هو وقصيدته في وصف قتاله للأسد من خلق بديع الزمان الهمذاني في مقامته البشرية. والمكشوف التي جعلت من همها حماية الإنتاج الأدبي وتصحيح نسبته إلى صاحبه، يسرها أن نعلم أن الرسالة هي أول من نبه إلى أسطورة بشر بن عوانة في الصفحة ٣٥ من عددها التاسع والسبعين الصادر في ٧ يناير سنة ١٩٣٥، وهو العدد الأول من سنتها الثالثة، فنرجو أن تنتبه إلى ذلك
حول العدد الممتاز من مجلة الحديث السورية
نوَّه الأديب السيد نصار في العدد (٣٨٨) من (الرسالة) بالعدد الممتاز الذي أصدرته مجلة الحديث السورية، وخصت به المستشرق المنتحر الدكتور (إسماعيل أحمد أدهم)، وقد أشار إلى ما كتبه أدباء مصر الأعلام عن المستشرق المذكور، وأغفل ذكر الكتاب الآخرين وقال:(وعداها لا توجد كلمات أخرى لكاتب مصري. . .!) كأن الكلمات الأخرى لا تستحق التنويه والإشارة، مع أن الوفاء كان يقضي على الأديب بأن يذكر الكتاب السوريين الآخرين (والمجلة السورية) ولا بدَّ من التنويه بأنه إلى جانب كلمات إخواننا المصريين كلمات أخر. منها كلمة عنوانها (دمعتي على أدهم) لأديبة الشام السيدة وداد سكاكيني، وأخرى عن (قوة الإيمان وعذاب المفكرين) للأديبة الرقيقة الآنسة فلك طرزي صاحبة (الآراء والمشاعر)، وقصيدة رائعة للشاعر المعروف عمر أبي ريشة عنوانها (ظمأ الروح)، وثانية للشاعر الأديب الأستاذ زكي المحاسني عنوانها (الستار)، وثالثة للشاعر صلاح الأسير، ورابعة للشاعر شارل نحوري، وهؤلاء كلهم سوريون