مضمره عند البصريين، وهي في البيت بمعنى إلى، وعلى هذا يكون معنى البيت: ليكونن منى استسهال للمصعب إلى إدراك المنى، لأن الآمال لا تنقاد إلا لمن يصبر على تحمل الصعاب في سبيلها - فهناك صعاب يستسهلها أولاً؛ ثم يكون بعدها إدراك المنى، ويجتمع في ذلك الأمر أن اجتماع السبب والمسبب؛ ولكن علماء النحو لا يرضون إلا أن تكون أو عاطفة مع كونها ناصبة، ويجعلون المعطوف المصدر المنسبك من الفعل المنصوب بها، ويجعلون المعطوف عليه مصدراً متصيداً من الكلام السابق عليها، ويكون تقدير البيت على ذلك العطف الذي يتكلفونه: ليكونن منى استسهال الصعب أو إدراك المنى - وهنا يقع التحريف في معنى البيت، لأن أو العاطفة لها معان غير معنى أو الناصبة، وقد جمع ابن مالك معاني العاطفة في قوله:
خَيِّرْ أبحْ قَسِّمْ بأو وأبْهِمِ ... واشكك واضرب بها أيضاً نُمى
وربما عاقبت الواو إذا ... لم يُلف ذو النطق للبس منفذا
أما أو الناصبة فتكون بمعنى إلى أو إلا، وكلاهما ليس من من معاني أو العاطفة، ولهذا كان تقدير البيت على العطف تحريفاً لمعناه، وخروجاً به عن معنى إلى المقصودة منه.
عبد المتعال الصعيدي
حول الإنتاج الأزهري
قرأت في مقال الأستاذ عبد العزيز محمد عيسى (الإنتاج الأزهري) في عدد الرسالة ٣٩٧ ما يلي:
(أليس من العيب أن يظل الأزهر إلى الآن يقرأ في سنتيه الأولى والثانية الثانويتين كتباً في البلاغة لمعاصرين من غير الأزهريين وفيه مائة من المتخصصين في البلاغة كل واحد منهم قادر على أن يخرج كتاباً مثلها إن لم يكن أفضل منها)
ولعل هذا الذي يراه الأستاذ لا يراه أحد سواه، أو لعله إذا نظرنا إليه بالعين التي رآه هو بها لعددناه آخر العيوب إذا لم يكن بد من احتسابه أحد العيوب.
وإذا كانت الجامعة المصرية قد تقدمت الجامعة الأزهرية خطوات في الإنتاج والتأليف فهل قال أحد أساتذة الجامعة بوجوب أن تكون كل الكتب التي تقرأ في الجامعة من إنتاج