للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد ثلاث سنوات حشد الروم قوى هائلة ولم يهاجموا هذا الحصن من حصون الإسلام بل هاجموا الحصن الثاني وهو الدولة الفاطمية واقتحموا حلب وحمص وحماة وفعلوا بها مثل ما فعلوا من قبل بنصيبين

وهنا يظهر الروح الإسلامي النبيل

فقد كتب عز الدولة إلى العزيز بالله الخليفة الفاطمي يقدم له ولاءه وولاء الخليفة العباسي ليشترك المسلمون في مصر وبغداد على دفع العدو المشترك، فتقبل العزيز هذا الود الإسلامي بأحسن القبول وقال إن الجيش المصري سيحمل هذه المرة العبء كله

وسار الجيش الفاطمي يحمل الراية الإسلامية من نصر إلى نصر، حتى دفعوا العدو دفعا وراء الحدود، ثم وقف الفريقان متحاجزين يحجزهما نهر يسمى (نهر المقلوب) ولكن الجيش الإسلامي آلى على نفسه أن يضرب العدو في عقر داره، حتى يقلم أظفاره عن الغدر بالمسلمين، فكيف وليس على النهر جسر، وليس فيه مخاضة؟ هنالك تظهر القوة الإسلامية التي لا تخاف الموت، فقد خلعت إحدى الفرق الإسلامية ثيابها الظاهرة، وتقدمت في النهر سابحة، وبينما هي تسبح كانت تضرب العدو بالنشاب!! وكان العدو ضربها كذلك بكل ما ملكت يداه

وبعد جهاد تحار من هوله العقول بلغت الفرقة الشاطئ وتبعها الجيش كله وضربوا العدو ضربة مزقته أشنع تمزيق. ولو طال عمر العزيز بالله أياماً لسار هذا الجيش يحمل رسالة الله إلى آخر مداه

أيها المسلمون في بغداد وفي مصر؛ بل أيها المسلمون في بقاع الأرض جميعا:

بعد عامين اثنين ينقضي على موقعة نصيبين التي باع فيها الخليفة ثيابه ونزع الحديد من أنقاض بيته ألف عام

وبعد خمسة أعوام ينقضي على موقعة حلب التي ضرب فيها المسلمون عدوهم وهم مندفعون سابحين في النهر ألف عام

وبعد خمسة أعوام ينقضي على الوحدة المقدسة التي انعقدت بين المسلمين في مصر وبغداد ألف عام

فهل تتأهبون لإقامة الأعياد الألفية لهذه الأحداث الجسام؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>