ودواعيها، ذاكرا أن هذا لابد قد دعا إليه رغبة في نفسها لكي تلفت أنظار الرجال إليها
فإذا أجابته أنها داخل الدار حيث لن ترى من الرجال غيره، مضى إلى النافذة المحكمة الإغلاق ونظر إلى الشارع، حتى إذا لمح الشرطي يقف هنيهة أمام الدار ويلتفت صعداً قال الزوج لزوجته: هاهو الشرطي يقف أمام دارنا ويحدق نظره في النافذة! إنه عشيقك، ولا شك، وهو ينتظرك ويريد منك أن تتحدثي إليه. . . هاهو يبتسم. إنه يبتسم لك. يا فاجرة. . .
فإذا حدث أن كانت أن تصحب هذه الزوجة زوجها إلى زيارة أقاربها، أطلق لسانه، كلما مر برجل ينظر أليهما نظرة عارضة، مشيراً إلى أن الناظر رجل يعرفها وتعرفه، وأنه يومئ إليها لحاجه في نفس الشيطان!
وهكذا كان أسلوب حياة الزوجين يجري يومياً على هذا المثال، حتى وقع ما ليس منه بد، وهو الطلاق والفراق إلى حيث لا تلاق، حتى آثرت الزوجة المطلقة أن تفر من مطلقها إلى واق الواق. . .!
تلك صورة من صور بعض الأزواج، وتلك حال زوجاتهم معهم، ومن العسير أن يقف الناس على حقيقة، فأن الناس مطبوعون على إساءة الظن بالمرأة ظالمة كانت أو مظلومة
ومن أجل ذلك وجب على الذين يتتبعون عورات المجتمع، ألا تفوتهم دراسة النواحي المختلفة، ألا يتعجلوا بتصديق كل ما يروى، فأن الحياة مليئة بالغرائب والمدهشات والشذوذ. ومن الإساءة إلى الحق وإلى الإصلاح المنشود، أن يستقر الرأي على عقيدة لم تهد إليها دراسة صادقة، ولم ينته إليها تفكير صحيح وإنما بعث عليها وهم قديم أو ظلم مقيم.