قال: كلا. . . ولكنه قال إن أمي بائسة بسببك، وأنك أفسدت سعادتها؛ وقد قلت له إنك لا تسبها ولا تهينها، فهز رأسه!
قال الرجل: هل أبوك يقول إنني أفسدت سعادتها؟
فقال الطفل: نعم، ولكن لا تغضب فأنت وعدتني عند ذلك مشى أليتش في الغرفة ذهاباً وجيئة وقال وهو يهز كتفيه ويبتسم ابتسامة المتهكم:(أنا أفسدت سعادتها! أنا؟ هل قال ذلك يا أليوشا؟)
فقال الطفل:(ألست وعدتني ألا تغضب؟) فقال: (أنا لم أغضب ولكن هذا شئ عجيب. . . أنا أقع في الفخ ولا أسلم من اللوم) وهنا دق الجرس، فجرى الطفل نحو الباب، ودخلت أولجا أم أليوشا وخليلة أليتش، وقال الأخير عندما رآها:(نعم نعم أنه مظلوم فهو الزوج المخدوع)
قالت أولجا:(ما الخبر؟)
فقال:(اسمعي ما يقوله زوجك. . . إنه يقول إنني أفسدت سعادتك وسعادة أولادك)
قالت أولجا:(لست أفهم ما تقول يا أليتش؟)
فقال:(سلي ابنك)
فنظرت الأم إلى ابنها في دهشة، ونظر الطفل إلى أليتش في انزعاج، وقال الأخير:(إن خادمك يأخذه ويأخذ صونيا إلى حانوت يقابلهما فيه زوجك الذي يحسب نفسه شهيداً، ويحسبني أفسدت حياته وحياتك)
عند ذلك صاح الطفل:(أنت حلفت لي بشرفك)
فأشار أليتش بيديه وقال:(إن هذا أمر أهم من يمين الشرف)
فقالت أولجا والدموع تملأ عينيها:(أخبرني يا أليوشا متى قابلت أباك؟)
فلم يصغ إليها الطفل لأنه كان ناظراً نظرة غيظ إلى أليتش وقالت الأم:(هذا محال! سأذهب وأسأل الخادم)
ثم خرجت وصاح الطفل وهو يرتعش:(ألم تقسم لي بشرفك؟)
فأشار الرجل بيديه مرة أخرى ثم لم يعد يلحظ وجود الطفل فهو رجل ضخم الجثة لا يعبأ بالأجسام الصغيرة، جلس أليوشا في ركن من الغرفة يخبر أخته كيف خدعه الرجل حتى