فافتحي لي أحضانك. . . وسأنثر قلبي في جنباتك. . . وأروي من دمي أكنافك. . .
يا من في أحضانك نثرت قلوب. . . وبين ذراعيك جادت نفوس، وعلى شفتيك أهرقت دماء. . .
وكان للمجد في صدرك تاريخ، وللنور في فضائك عيد، وللحب في محانيك تغريد، وللأغاني في سمائك ترديد. . .
فابسمي لعيني الحلوتين. . . يا عروس الشآم فلقد ولدتني الغيوم البيض كالعذارى. . . فجئت أحمل لك الحياة والنور!
- ٥ -
واسمعوا أيضاً. . . اسمعوا. . .!
أنتم أيها الفنانون
يا من تبعدون الجمال وتقدسون النور. . .
تعالوا إلى غوطة الشآم. . .
انظروا لجمال الفينان؛ والدلال النشوان، والتبرج والفتون!
واسمعوا غماغم الهوى المعسول، وتأوهات الزهر المسحور وتمتعوا بالربيع النديان غافياً على ركبتي العروس. . . ينفث الرحيق، وينشر الأريج، ويداعيها بالقبل، ويسكب بين يديها الدموع. . . فنبت عند كل قبلة زهرة. . . ويتفجر عند كل دمعة ينبوع. . .
تعالوا. . . وانظروا ميلاد الشعر والحب. . .
أقبلوا. . . وارنوا إلى هداياي. . .
زهور سمت نجوم السماء
وعطور فاقت أفاويه الهنود. . .
ومياه رقيقة كنجوى المحبين
ولكن. . . لا. . . ما العطور، وما الزهور. . .
لقد وهت لها الحياة، الحياة، والجمال والنور
- ٦ -
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute